- الخلافات تعصف بالمعارضة السورية قبيل "مؤتمر جنيف 2" قال الرئيس السوري بشار الأسد إن تركيا ستدفع ثمنا غاليا لدعمها مقاتلي المعارضة السورية الساعين للإطاحة به متهما أنقرة بإيواء "إرهابيين" على طول حدودها وتوقع أنهم سينقلبون عليها قريبا. وفي مقابلة مع قناة "هالك تي في" التلفزيونية التركية بثت أمس، قال الأسد إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "متعصب" وإن تركيا تسمح "للارهابيين" بعبور الحدود ومهاجمة الجيش السوري والمدنيين. وأضاف الأسد في المقابلة التي نشرتها القناة في موقعها على الانترنت موجها حديثه إلى تركيا أنه لا يمكن وضع "الارهاب" كبطاقة في الجيب واستخدامها وقت الحاجة لان الإرهاب كالعقرب الذي سيلدغ في أول فرصة تتاح له. وأوضح أن هؤلاء "الإرهابيين" سيؤثرون في تركيا في المستقبل القريب وإن تركيا ستدفع الثمن غاليا. وتمتد الحدود التركية السورية مسافة 900 كيلومتر. وتركيا من أشد منتقدي الأسد وتدعم المعارضة بقوة لكنها تنفي تسليح المقاتلين. وتستضيف تركيا ربع اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم وعددهم مليونا شخص وامتد الصراع السوري إلى الأراضي التركية في كثير من الأحيان فكانت أنقرة ترد بالمثل عند سقوط قذائف مورتر وغيرها من سوريا في أراضيها. وزاد قلق تركيا بسبب الانقسامات بين مقاتلي المعارضة السورية والتأثير الكبير للمتطرفين في سوريا ويشاركها حلفاؤها الغربيون المناهضون للأسد هذا القلق. وفي الأثناء، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المعارضة السورية إلى التوصل إلى موقف موحد والمشاركة في مؤتمر "جنيف 2" بينما لايزال الخلاف قائما في الائتلاف السوري المعارض بشأن المشاركة في هذا المؤتمر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية تصريحات للعربي قال فيها إن الحل في سوريا "يجب أن يكون سياسيا بينما يرى كثيرون في المعارضة السورية أن الحل لا يكون إلا عسكريا". وأضاف العربي أن البحث جار في عقد هذا المؤتمر "بهدف تشكيل الهيئة الحكومية للمرحلة الانتقالية" تجنبا لانهيار الدولة بسوريا ولكي لا تصبح "دولة فاشلة"، موضحا أن هناك اتفاقاً بين "الجميع" على أن الصلاحيات الكاملة للهيئة الحكومية الانتقالية ستشمل "الجيش والاستخبارات".ويعتقد أمين الجامعة بأن التوجه العام يشير إلى أن "عددا كبيرا من الدول بما فيها الولاياتالمتحدة ترغب في التغيير ولكن في الوقت نفسه لا ترغب في أن تنهار الدولة وتصبح فاشلة". كما أوضح أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان واضحاً في التوجه إلى كل من إيران وروسيا من منصة الأممالمتحدة ليقول لهما "إنه من الأفضل أن يتخليا عن الرئيس السوري بشار الأسد، وتقدم أوباما بنوع من التعهدات من جانبه على الأقل ولجهة من يدعم المعارضة بالحفاظ على مؤسسات الدولة، وبالذات الأقليات". وأردف العربي بالقول "لذلك الفكرة وراء اجتماع جنيف وتشكيل الهيئة الحكومية في المرحلة الانتقالية من النظام ومن المعارضة هو ألا تنهار الدولة، وبالذات هناك تخوف من بعض الجماعات المتطرفة أن تكون لها اليد العليا". من ناحية أخرى، كان ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في تركيا خالد خوجة أوضح منذ أيام أن الائتلاف لم يقرر بعد المشاركة في مؤتمر جنيف 2، وقال إن قرار المشاركة من عدمها تتخذه الهيئة العامة للائتلاف. وقال خوجة إن مشاركة الائتلاف بالمؤتمر الذي تدعو إليه دول غربية مرهونة بأن يكون الهدف الرئيسي منه نقل كامل السلطة من النظام الحالي إلى المعارضة. وكان عضو الائتلاف كمال اللبواني أكد أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا حينما تحدث عن إرسال ممثلين للائتلاف للمشاركة بجنيف 2، كان الأمر موقفا شخصيا منه بسبب ضغوط دولية عديدة، معتبرا أنه يتعارض مع اتفاقية تأسيس الائتلاف.