بعد سلسلة القضايا الاجتماعية واللاأخلاقية التي كانت تعالجها المحكمة الجنائية، قررت أمس أن تعود إلى القضايا الإرهابية، حيث فتحت في هذا الصدد قضية الإرهابي المكنى ب ''أبومريم'' الذي أعلن توبته وقدم نفسه لمصالح الأمن، بعد أن سمع نداء أمير ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال السابق حسان حطاب في تصريح لإحدى الجرائد الوطنية والذي مفاده أن الجهاد غير شرعي في الجزائر. وحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن المتهم ''ا.عيسى'' كان قد استفاد من تدابير الوئام الوطني سنة 1999 إلا أنه أعاد اتصالاته بالجماعات المسلحة سنة 2007 بعد أن اتصل به أمير كتيبة ''الفجر'' المكنى ب ''أبوالهيثم'' رفقة إرهابي آخر هو صهر المتهم، حيث تقربا منه بسوق تيجلابين وطلبا منه الالتحاق بالجماعة الإرهابية وبالمعاقل وذلك بتقديم الدعم والمساعدات بما فيها المؤونة وهو الأمر الذي استجاب له المتهم، حيث اشترى هاتفا نقالا ليبقى على اتصال بالجماعات المسلحة. وكشفت جلسة محاكمة المتهم أنه في فيفري 2007 انتقل إلى الجماعات المسلحة بالمعاقل ببومرداس، حيث تنقل رفقة ''أبوالهيثم'' وإرهابي آخر على متن سيارة من نوع لافونا، إلا أن المتهم نزل من السيارة لوجود حاجز أمني وبعد اجتيازه انتظر الإرهابيان الآخران عند الجسر، حيث تكفلا بنقله إلى المعاقل، حيث التقى ب 12 إرهابيا كانوا جميعهم مسلحين بأسلحة الكلاشينكوف على غرار كل من ''الطيب''، ''أبوالحارث''، بالإضافة إلى ''أبوالصمد''، أمير كتيبة الفتح الذي خلف ''الأيوب'' المقضي عليه من طرف مصالح الأمن . هذا وورد بالملف القضائي للمتهم، أن الجماعة الإرهابية قد كلفت المتهم بإحضار الماء من الأودية المجاورة، حيث بقي طيلة شهرين المدة التي قضاها رفقتهم يتكفل بذلك، إلا أن الجماعة زودت المتهم بسلاح من نوع كلاشينكوف. المتهم وأثناء سماعه أمس أمام قاضي الجلسة، تمسك بنفس التصريحات الأولية التي أدلى بها أمام الضبطية القضائية وأمام قاضي التحقيق، كاشفا عن أنه لم يقم بأي عملية تخريبية أو اغتيال طيلة المدة التي بقي فيها رفقة الجماعة، كاشفا أنه حضر عملية سرقة الدجاج التي قامت بها الجماعة والتي أسفرت عن إصابة ''أبونسيبة'' . ''أبومريم '' وواصل تصريحاته أمام قاضي الجلسة، مؤكدا أنه قرر العودة والتخلي عن الجماعة بعد أن قرأ جريدة وطنية تحمل نداء الزعيم الروحي للجهاد في الجزائر حسان حطاب الذي وجه نداء للجماعات بالمعاقل للتخلي عن فكرة الجهاد التي وصفها بغير الشرعية، حيث لبى المتهم هذا النداء واستغل فرصة تنقله إلى جلب الماء بإحدى الأودية ليفر ويتصل بزوجته التي كلفها بالاتصال بأخ صهره وهو إرهابي تائب الذي رتب له أمر تسليم نفسه لمصالح الأمن. قاضي الجلسة واجه المتهم بالسبب الحقيقي لجعله يعاود الاتصال بالجماعات الإرهابية رغم استفادته في 1999 من تدابير الوئام الوطني، بالإضافة إلى السر الذي جعل المتهم يتخلى عن الجماعة ويسلم نفسه لمصالح الأمن. . ومن جهته قال ممثل الحق العام أثناء مرافعته إن جريمة الانتماء الى جماعة إرهابية ثابتة في حق المتهم بركنيها المادي والمعنوي، بدليل تصريحاته التي تمسك بها منذ الوهلة الأولى ليلتمس إدانته بأقصى عقوبة.