أعلن الجيش السوري الحر استعداده للالتزام ب"هدنة مؤقتة" في حمص وريف دمشق خلال أيام عيد الأضحى، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة والمحاصرة في هاتين المحافظتين، لكنه رفض الالتزام بهدنة طويلة اقترحتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لمساعدة مفتشيها في عملهم لتدمير أسلحة سوريا الكيماوية. وأشار المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد إلى أن "هدنة عيد الأضحى" التي طلبتها الجامعة العربية "يمكن أن تُبحث"، مبديا في الوقت ذاته رفضه "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 9 أشهر، تسهيلا لعمل البعثة الدولية لتدمير السلاح الكيماوي"، انطلاقاَ من أن "هذا الطلب غير منطقي". وطالبت جهات عربية ودولية بالتوصل إلى اتفاق لوقف النار في سوريا، وفق ثلاثة مستويات. الأول جاء على لسان منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة فاليري آموس، التي أعربت عن أملها بأن يسهم قرار مجلس الأمن الخاص بالوضع الإنساني داخل سوريا في فتح الطريق أمام المنظمات الإنسانية للوصول إلى السكان المحاصرين. أما الطلب الثاني، فجاء على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار من جميع الأطراف في سوريا خلال عيد الأضحى، فيما اعتبر مندوب روسيا الدائم في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، أن تحقيق اتفاق لوقف إطلاق نار بين أطراف النزاع في سوريا، سيسهل عمل البعثة الدولية لتدمير السلاح الكيماوي، لكنه ليس شرطا لعمل البعثة. وقال المقداد إن "هدنة عيد الأضحى" التي دعت إليها الجامعة العربية "يمكن أن تُبحث"، مشيرا إلى أنه سيتم طرحها على قادة الفصائل والكتائب الميدانية المقاتلة "التي قد يكون لديها حسابات مختلفة". وكانت الجامعة العربية، طالبت العام الماضي، بهدنة خلال أيام عيد الأضحى، وسجلت خلالها خروقات كثيرة للهدنة. على خط مواز، طالبت الأممالمتحدة بهدنة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى مناطق محاصرة في ريف دمشق، مع اشتداد الأزمة الإنسانية في المنطقة، وتحديدا في جنوبدمشق والمعضمية المحاذية لداريا التي تفاقم فيها الوضع الإنساني بشكل خطير، خلال الأسبوعين الأخيرين. وأكد المقداد "انفتاح" الجيش السوري الحر على طلب منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة، مشددا على أن الموافقة "ستتم بشكل مؤقت، بما يسمح بإدخال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حمص وريف دمشق".