ميهوبي مديرا للمكتبة الوطنية وتلمسان لا تزال عاصمة للثقافة الإسلامية معرض الجزائر الدولي للكتاب يتراجع بطبعتين متتاليتين تصدم وأنت تبحث عن الموقع الإلكتروني للمكتبة الوطنية الجزائرية "الحامة"، خاصة حينما تتفاجأ بأن الكاتب عز الدين ميهوبي، مدير المجلس الأعلى للغة العربية حاليا، لايزال يشغل منصب المدير في "الحامة"، ذلك أنه كاتب الافتتاحية بالموقع يرحب بكل الزائرين لهذا المولود الثقافي الذي تعززت به المكتبة قبل أكثر من سنتين. ولا تستغرب وأنت تتصفح في الموقع حينما تقرأ أسطرا لميهوبي في مدخل الموقع وهو يقول "إن هذا الموقع الإلكتروني، نريده بوابة تطل من خلالها المكتبة الوطنية الجزائرية على المهتمين بالكتاب والمخطوط والوثيقة، وكل النشاطات المرتبطة بمهام المكتبة، والفعاليات التي تقوم بها"، لأن هذا الخطاب هو قبل سنتين أو أكثر، حينما تمنى هذا الرجل "المدير السابق للمؤسسة الأكبر للكتاب في الجزائر"، أن يدخلنا هذا الموقع في عالم التصفح اليومي لمجريات الثقافة ببلادنا، الأمر الذي يجعلك تتساءل أين هي النشاطات، التي وعد بها "السيد المدير"، والتي سيواكبها الموقع لحظة بلحظة لتداعيات العصرنة والرقمنة؟ وأنت تتصفح الموقع، الذي من الواضح أنه يحتاج ل"ربيع ثقافي"، وثورة تقلب فيه التواريخ، سترى أن آخر حدث ثقافي شهدته الجزائر هو "تلمسان عاصمة الثقافة العربية 2011"، كما لا يجب أن تنفر وأنت تقرأ أن آخر حدث شهدته المكتبة الوطنية حسب موقعها الإلكتروني هو "مشاركة الحامة في إحياء شهر التراث 2011 تحت شعار "التراث الثقافي والمجتمع الجواري".. إنها حسب البعض العدالة النائمة، في زمن الشعارات الزائفة التي يرفعها مسؤولو القطاع ومدراء الهيئات الثقافية الكبرى بالجزائر فتتساءل "كم يوجد من عامل بالمكتبة؟ وكم يحتاج هذا الموقع الإلكتروني من شخص ليسيره بشكل آني؟" وجرت مؤخرا، ب"الصنوبر البحري" في العاصمة، الطبعة الثامنة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، هذه الفعالية التي يهتم بها حتى الإعلام الدولي لحجمها وللتوافد عليها، ولكن الغريب أن موقع المكتبة لايزال يعيش على "أطلال" الطبعة السادسة عشرة التي جرت قبل أكثر من سنتين، وكأنها آخر حدث ثقافي عاشته الجزائر العاصمة. ويتساءل كثيرون هنا "إن لم يستطع الموقع حتى تغطية نشاطاته، فكيف يطمع مسيرو قطاع لثقافة في أكثر من موقع إلكتروني، يراها المثقف الجزائري مقبرة جماعية للفكر والتطور". ولا يختلف حال العديد من المواقع التابعة أو المترتبطة بوزارة الثقافة عن موقع المكتبة الوطنية، بما في ذلك الموقع الرسمي للوزارة نفسها، حيث يعاني من "سبات دائم" وإدراجه لمعلومات عن نشاطات ومهرجانات نظمت منذ مدة طويلة، ولا يحين سوى ملف مجلة "استخبار" بصفة شهرية وفقط.