تعود أحلام التقسيم الإداري الجديد مع عودة الحديث الرسمي عنه للواجهة، وفي تلمسان لازال سكان مغنية يعتبرون ترقية مدينتهم ذات 180 ألف نسمة و33 عضوا في مجلسها البلدي المنتخب إلى مصاف الولايات مطلبا شعبيا ألقوه على مسامع الرئيس بوتفليقة طيلة السنوات الماضية أثناء زيارته للولاية. في المقابل، فإن ترقية مدينة سبدو ذات 70 ألف إلى ولاية جديدة تفرضها الجغرافيا باعتبار أنها بوابة الصحراء وعاصمة السهوب لبلديات جنوبتلمسان. يطرح سكان مدينة مغنية من أعيان وجمعيات ومواطنين، مطلب ترقيتها لمصاف الولايات المرتقب أن يعلن عنها مع التقسيم الإداري الجديد حسب تصريحات وزير الداخلية الطيب بلعيز على هامش تنصيب الولاة الجدد، ويرى هؤلاء أن التعداد السكاني والهياكل التي تتوفر عليها المدينة وموقعها الحدودي يؤهلها لأن تكون عاصمة الحدود، على النحو الذي توجد عليه الكثير من المدن الحدودية في العالم، كما أن عوامل سياسية هامة قد تؤثر وتدفع نحو اختيارها ولاية، أبرزها وصية الراحل أحمد بن بلة الذي يعتبر من المدافعين عن هذا المطلب، فضلا عن كونها مدينة العديد من الكتاب والروائيين الجزائريين بدء من عمار بلحسن والواسيني لعرج وزينب الأعرج، والعشرات من الفنانين والأدباء والشعراء الموهوبين من مختلف الانتماءات، وهي الحاجة مغنية التي أبهرت الرومان وشيدوا على أرضها نقطة حراسة لجنود القيصر، وهي التي احتضنت أشهر لقاءات قادة جيش الحدود، وقمة الراحل الشاذلي بن جديد والملك فهد والحسن الثاني. كما أن "المغناوة" ينظرون إلى الأمر من زاوية أخرى، فهم يرون أن "التلمسانيين" ينفردون بالامتيازات في التنمية، وأن اهتمام الولاة ينصب في عاصمة الولاية دون غيرها، وهذا برأيهم ما أدى إلى تهميش مغنية. وليست مغنية وحدها من تطمح إلى الترقية، بل إن مدينة سبدو وهي أكبر دوائر الجنوب لها حظوظها التي تفرضها الجغرافيا، حيث إن موقعها الجنوبي أدى بالسلطات إلى اقتراحها ضمن الولايات المرتقب ترقيتها، إذ أن كافة المشاريع الهامة تمت برمجتها باختيار أرضية لمدينة جديدة في شرقها وغربها ضمن مخطط للتوسع العمراني الجديد، كما أن المواطنين يرون بأن هذا الموقع يفرض ترقيتها إلى ولاية، خاصة أن أبرز النقاط السوداء المتمثلة في الطريق الوطني رقم 22 الذي يعتبر شريان المدينة نحو عاصمة الولاية لازال يعاني من صعوبة المسالك رغم محاولات التوسعة التي فشلت واستهلكت أزيد من 100 مليار سنتيم. وتبقى تلمسان الولاية التي استهلكت ملايير الدينارات في هذا الجدل أسيرة بين بوابة الحدود مغنية وعاصمة السهوب سبدو التي تأمل أن تتلقى عناية أكبر من خلال عامل الترقية لمصاف الولايات وما يعود عليها من مشاريع وهياكل إدارية، فضلا عن الخدمات القريبة وتخفيف الأعباء عن تلمسان التي تعرف حالة من الازدحام المروري والاداري.