حمّل المخرج السوري نجدة أنزور الحكومة السعودية وأجهزتها الأمنية مسؤولية أي اعتداء يمكن أن يمس سلامته، أو العاملين معه في فيلم "ملك الرمال"، الذي عرض في دمشق الخميس الفائت، رغم مناشدات سعودية بإيقاف عرضه. وقال في بيان صحفي أصدره الخميس، "إن ملك الرمال إعلان حرب على النظام الوهابي السعودي، ولن تتوقف حتى يسقط هذا النظام التكفيري ويزول من الوجود"، مؤكداً على ضرورة وقوف الدراما السورية، والفن والفنانين عموماً، في وجه "المشروع التكفيري الظلامي" في سوريا. جاءت تصريحات أنزور رداً على فتوى أطلقها الشيخ السعودي، عدنان العايض، تعتبرُ قتله "ضرورياً وحلالاً"، باعتبار أن الفيلم الذي قدّمه عن حياة الملك الراحل، عبدالعزيز آل سعود، "اعتداءً على آل سعود، خزانة الدين الإسلامي" بحسب العايض. وعزا المخرج السوري تحميله للحكومة السعودية المسؤولية تجاه الأذى الذي قد يصيبه وفريق فيلمه، لأنه "لم يصدر عن أي جهة سعودية رسمية خلاف ذلك"، رغم كون الفتوى "تخالف تعاليم الدين الإسلامي نصّاً وروحاً"، بحسب البيان. واعتبر أنزور أنهم "مسؤولين أمام القضاء السوري، وأي قضاء آخر، مباشرة عن أي جرم جزائي يرتكب بحقي، أو بحق أسرتي، أو العاملين معي"، ونوّه إلى تعرضه لتهديدات يومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو وسائل الاتصال الأخرى، ورأى أن هذه التهديدات "تندرج في إطار سعي العائلة الحاكمة في السعودية" لإيذائه، مع "إمكانية التنصل من المسؤولية." وأعلن نجدة أنزور عن نيته اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية "ضد عدنان العايض، وكل جهة أخرى يجب عليها أن تتنكر لذلك، أو تواجه ذلك ولم تفعل، بل واعتبر سكوتها عن هذا موافقة ضمنية صريحة." وكان الأمير طلال بن عبدالعزيز قد دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى وقف عرض الفيلم، لكن دمشق لم تصدر أي تعليق على طلب الأمير، في حين رد أنزور بقسوة على الأمير السعودي. وبهذا تدخل قضية فيلم "ملك الرمال" فصلاً جديداً، من السجال، بعد عرض الفيلم مؤخراً في دمشق، وسط حضور سياسي وإعلامي حاشد، وإجراءات أمنية استثنائية، لكن الاجراءات لم تمنع سقوط القذائف في محيط "أوبرا دمشق" مكان العرض. ويُظهِر الفيلم المثير للجدل الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود شغوفاً بالجنس والقتل، ويتخذ من الدعوة الوهابية المتشددة في مطالبتها بإصلاح الدين الإسلامي، مطيّة لتأسيس مملكته، وتأمين عرشه، الذي يصوره الفيلم بأنه بناه على الدم. كما يركز فيلم ملك الرمال على توقيع عبدالعزيز وثيقة أملاها عليه الإنجليز، حول ولائه الأبدي لهم، واعترافه بأحقية "اليهود المساكين" بإقامة وطن لهم في فلسطين.