فتحت مصالح الأمن في الجزائر تحقيقا أمنيا لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تأخر عودة بعض المناصرين الجزائريين الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا لمساندة الفريق الوطني في تصفيات كأس العالم. وكشفت مصادر على صلة بالملف ل ''البلاد''، أن مصالح الأمن تعمل على إعداد قائمة اسمية للمناصرين الجزائريين الذين تخلفوا عن موعد عودتهم إلى أرض الوطن، بالتعاون مع النادي السياحي الجزائري و الديوان الوطني الجزائري للسياحة، اللذين أطرا رحلة أنصار الخضر إلى جنوب إفريقيا. لمعرفة العدد النهائي وهوية الجزائريين الذين لا يزالون خارج الوطن بصفة غير شرعية بالتنسيق مع سفارة الجزائر بجوهانسبورغ، قبل الدخول في مرحلة نهائية لإشراك الأمن الجنوب إفريقي في هذا التحقيق، في إطار اتفاقية التعاون القضائي في المجال الجزائي الموقعة بين الجزائروجنوب إفريقيا ببريتوريا في 19 أكتوبر سنة .2001 وأوضحت مصادرنا، أن مصالح الأمن في الجزائر تجهل لحد الساعة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء عدم التزام الأنصار بتاريخ عودتهم إلى أرض الوطن، والخلفيات التي كانت وراء عدم قدرة الوكالتين السياحيتين على تأطير هؤلاء الأنصار وتمكينهم من الرجوع إلى الجزائر في أحسن الظروف، خاصة بعد ورود بعض المعلومات إلى مصالح الأمن من طرف العائدين من جنوب إفريقيا حول مصير الجزائريين الذين تأخروا في العودة، حيث تشير المعطيات التي جمعت لحد الآن إلى وجود عدد من الجزائريين بسجون بريتوريا وكيب تاون، بسبب تورطهم في أعمال شغب وسرقة للممتلكات، في وقت لم تؤكد سفارة الجزائربجنوب إفريقيا هذه الأخبار. وأعطت مصالح الأمن الجزائرية، ثلاثة سيناريوهات للجزائريين الذين لم يعودوا بعد إلى أرض الوطن، بالرغم من أن آخر رحلتين عادتا مع آخر فوج من المناصرين الجزائريين من جنوب إفريقيا، كانت ليلة الأحد 27 جوان الجاري، تتمثل الأولى في احتمال تعرضهم إلى توقيف احترازي من طرف مصالح الأمن في جنوب إفريقيا لأسباب معينة، منها السرقة والاعتداءات على الغير، أما السيناريو الثاني فيتمثل في تواجدهم بمستشفيات في مناطق مختلفة ببريتوريا وكيب تاون، نتيجة إصابات محتملة. إما السيناريو الثالث فيتمثل في تهرب هؤلاء المناصرين من العودة إلى الجزائر بحثا عن مستقر آخر، بعدما مكنتهم فرصة سفرهم إلى جنوب إفريقيا لمناصرة أشبال الناخب الوطني رابح سعدان، من ''الهجرة غير الشرعية بطريقة منظمة جدا وبعيدة عن كل الشبهات''. وكان المدير العام للديوان الوطني للسياحة وعضو اللجنة الوزارية المشتركة لنقل الأنصار إلى جنوب إفريقيا حموش بلقاسمي، قد أوضح أن عملية إحصاء الجزائريين العائدين من جنوب إفريقيا لا تزال جارية.