بات ما يسمى بسوق الريح المتواجد بسور الغزلان بالبويرة محجا لآلاف الجزائريين من أبناء الولايات الوسطى، فقد أكد الكثير ممن قاموا بزيارة هذا السوق التي يتزعمه شاب لا يتعدى ال46 مثارا للكثير من الاسئلة ومدعاة للحيرة كون صاحب هذه السوق يقوم بشراء كل انواع السيارات الحديثة بأثمان باهظة ومن ثم يقوم ببيعها بأسعار أقل من سعر شرائها حيث وصل تخفيض سعر إحداها الى حد الستين مليون سنتيم. فقد بلغ سعر الكومبيس الجديدة أقل من 100مليون سنتيم فيما بلغ سعرها الحقيقي 127 مليون سنتيم لدى الوكلاء المعتمدين، كما قام صاحب هذا السوق ببيع سيارات كيوكيو جديدة بثلاثين مليون سنتيم بسبب تعرض هذه السيارات الى حبات البرد خلال موجة البرد القارطة. والغريب في أمر هذه السوق وصاحبها أن البائع وأثناء تنقله الى صاحب هذه السوق على امل بيع سيارته، يقوم صاحب السوق بتكليف ميكانيكي وحداد بتفقد السيارة ومن ثمة يتم تحديد ثمنها كما كان حال السيارة التي قصده بها محدثنا من نوع 307 والتي حدد صاحب السوق سعرها ب105 ملايين سنتيم ليقوم هذا الأخير بأخذ وثائق السيارة ومفاتيحها ومنح صاحب السيارة وصل استلام فقط مؤشر محددا مدة 53 يوما كتاريخ عودة البائع لأخذ ثمن سيارته، وأثناء مطالبة محدثنا صاحب السوق بتحرير وعد بدين أو أي وثيقة قانونية تم تخيير البائع بين الامتثال لقانون السوق او الرحيل بسيارته، مؤكدا أن الأموال سيجدها في انتظاره حتى ولو لم تبع السيارة. والأغرب من هذا كله أن سيارة محدثنا بيعت ب90 مليون سنتيم. كما لاحظنا استقبال صاحب السوق شاحنات تحمل سيارات جديدة من نوع كيوكيو وقد أصيبت بحبات برد على السقف مؤثرة في سقفها تأثيرات بسيطة ليتم بيعها بسعر 30 مليون سنتيم مما دفع بأحدهم لاقتناء 10 سيارت بثمن 300 مليون سنتيم. كما وجدنا طوابير لامتناهية لبائعي السيارات، الذين أقبلوا بكثرة على هذا السوق على الرغم من أنهم وإن قبلت سيارتهم من قبل صاحب السوق لن يستلموا أي وثيقة قانونية تثبت ادعاءاتهم في حال سرقت السيارة، مؤكدين أنهم يثقون كل الثقة في صاحب السوق لكثرة تعاملهم معه. كما أن اتخاذ صاحب السوق شعار "الوعد الصادق" عند بوابة السوق في إشارة منه إلى صدقية عمله على الرغم من كل الشكوك التي تحوم حول هذا النوع من البيوع، لكون سيارات فخمة يفوق سعرها الحقيقي 500 مليون سنتيم من نوع روفر بيعت بنصف سعرها بهذه السوق، فيما اشتراها صاحب السوق بسعرها الحقيقي، وهذا ما دفع بالكثير من الطامعين في الربح السريع لبيع عشرات السيارات لصاحب السوق وشرائها منه بأثمان أقل بعد أيام فقط من عرضها في حيلة من حيلهم على أمل الربح السريع. ولم يقتصر صاحب هذا السوق في بيع السيارات فقط بل تعداه الى الجرافات والمواد الغذائية والذهب، حيث أكد جيران صاحب السوق وبعض أعوان الأمن الذين يشتغلون معه أنهم يفاجأون في بعض المرات بقدوم شاحنات مقطورة تحمل الزيت من 05 لترات ليقوم صاحب البيع بعرض الزيت بثمن 350 دينارا ل5 لترات، فيما يفوق سعرها الحقيقي في المصنع، هذا ما خلق حالة من الحيرة والشك وسط الكثير من المتعاملين مع هذا السوق متسائلين في الوقت ذاته عن غياب الجهات الأمنية، كون الأسعار التي يتم البيع بها تثير الكثير من الشكوك حول نظافة عملية البيع. هذا وقد أكد البعض أن صاحب السوق يسعى للحصول على السيولة المالية واستخدامها في مشاريع أخرى، ورجح محدثنا أن تكون في أسواق الإسمنت والشعير فيما رأى البعض هذه العملية للتمويه فقط في صورة أخرى لتبييض الأموال، معربا عن خشيته من أن يكون صاحب هذه السوق مشروع خليفة جديد يسعى لاستقطاب أموال البسطاء ومن ثم الرحيل الى غير رجعة.