دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عشائر وسكان مدينة الفلوجة التي خرجت عن سلطة الحكومة إلى طرد "الإرهابيين" لتجنيب المدينة القصف وأخطار المواجهات المسلحة، بينما أعلنت المجالس العسكرية بغربي العراق النفير العام ودعت شباب هذه المناطق للالتحاق بالمجالس العسكرية التي تم الإعلان عن تأسيسها خلال الأيام القليلة الماضية. ووجّه المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة في بيان مقتضب اليوم الاثنين نداء إلى "أهالي الفلوجة وعشائرها بطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤها إلى أخطار المواجهات المسلحة"، وأصدر تعليمات إلى قوات الجيش التي تحاصر المدينة "بعدم ضرب الأحياء السكنية في الفلوجة". وميدانيا، قال الصحفي محمد جليل من الفلوجة إن شمالي مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار شهد اشتباكات عنيفة دفعت العديد من العائلات للنزوح إلى مناطق آمنة، وأوضح أن قوات الأمن العراقية قصفت بالصواريخ منطقة البوفراج بعد استهداف مسلحي العشائر بالقصف مقر اللواء الثامن. وقال مسؤولون محليون في الرمادي إن المقاتلات استهدفت أمس الأحد مواقع في الأحياء الشرقية بالمدينة، وتحدثوا عن مقتل 25 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن مصادر أخرى أكدت مقتل 22 جنديا عراقيا و22 مدنيا وجرح نحو ستين آخرين. وقصفت مدفعيّة الجيش العراقي مواقع سيطر عليها مسلحو العشائر في الكرمة شرق الفلوجة، وقال الصحفي جليل إن الحي العسكري قرب الخط السريع تعرض لقصف باستخدام قذائف الهاون كما طال القصف أيضا مقر الفوج الأول، الذي كان خاضعا لسيطرة مسلحي العشائر، وأوضح أن اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفر تدور في محيط معسكر المزرعة للسيطرة عليه. وتفجرت الأزمة في الأنبار نهاية الشهر الماضي إثر اعتقال القوات العراقية النائب أحمد العلواني، ونزعها خيام الاعتصام بالرمادي. من ناحية أخرى، قال بيان صادر عن المجلس العسكري لثوار الأنبار، إن المجلس قد أعلن النفير العام في مدن المحافظة التي تشكل مساحتها ثلث مساحة العراق، وجاء هذا الإعلان حسب البيان بعد التشاور مع المجالس العسكرية في الموصل وأبو غريب والفلوجة. وفي أول حديث له؛ قال المتحدث باسم المجلس العسكري لثوار الأنبار الفريق الركن حسام الدين الدليمي، إن الدعوة للنفير العام جاءت بغرض حصول رجال وشباب هذه المحافظات على "شرف الدفاع عن أهلهم وأعراضهم، التي انتهكت في ظل حكومة المالكي ومن قبل مليشياته والبعض من الأجهزة الأمنية المرتبطة به والتي تستلم التوجيهات منه مباشرة".