كشف مصدر أمني موثوق ل«البلاد"، عن إحباط مخطط لتجنيد 21 شابا من ولايتي الطارف وڤالمة، مع خلية جهادية يعتقد أنها تابعة للقاعدة، وذلك تحت غطاء هجرة سرية مزعومة نحو جزيرة سردينيا الإيطالية انطلاقا من تونس. وقال المصدر إن خيوط القضية المتشابكة، فككت عقب تمكن أفراد من الجيش الوطني الشعبي من إحباط عملية التهريب التي كانت ستجري الأسبوع الماضي عبر المسالك الجبلية الحدودية بالطارف، حيث ألقي القبض على المجموعة التي كانت تتوهم أنها ستدخل التراب التونسي ومن ثم الأراضي الإيطالية. وكشفت التحقيقات الأمنية التي باشرتها وحدات مكافحة الإرهاب بالجيش والدرك، أن من بين الضحايا المغرر بهم، أربعة متمدرسين في الطور الثانوي، من بلديتي بوثلجة وبريحان بولاية الطارف، فيما ينحدر ال 17 من ولاية قالمة. مع العلم أن عائلات التلاميذ المنحدرين من ولاية الطارف أودعت بلاغات لدى مصالح أمن دائرة بوثلجة بشأن اختفاء أبنائها منذ أيام دون أن تفلح هذه الأخيرة في الوصول إلى خيوط القضية التي فككتها قوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة بالإقليم الحدودي مع الجارة تونس منذ أسابيع عقب تسلل مجموعة إرهابية تسمى "برغة" إلى جبال بني صالح المتلاصقة بولايتي سوق أهراسوقالمة. وتابعت مصادر "البلاد" أن الخلية الإرهابية التي تكفلت بتنسيق الاتصالات مع الفوج الحالم بالهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا كانت تعتزم إدخالهم إلى تونس وإخضاعم للتدريب على فنون القتال بأحد مراكز تنظيم أنصار الشريعة الذي كان يقوده أبو عياض الذي تم القبض عليه من طرف الأمن الليبي وسلم إلى القوات التونسية. وحسب معطيات "البلاد" فإن هؤلاء الثانويين ينتمون إلى أسر لا تعاني الحاجة ولا العوز بل منهم من هو ابن شرطي وآخر ابن مدير ابتدائية وثالث خاله مسؤول في الدرك الوطني بإحدى ثكنات قالمة وآخر يحوز الجنسية التونسية. ويعتقد أن هؤلاء كانوا سيلتحقون بكتائب المعارضة المسلحة التي تقاتل في الأراضي السورية ضد قوات الجيش السوري وتجري مصالح المركز الإقليمي للأبحاث والتحريات التابعة للجيش الوطني الشعبي بعنابة ومصالح الدرك الوطني بقالمة ونظيرتها في الطارف، تحقيقات معمقة لفك طلاسم القضية المعقدة رغم أن ذلك تابع في الأصل لاختصاص أمن دائرة بوثلجة، خاصة أن عناصر الخلية الجهادية نجحت في ضبط اتصالاتها مع الثانويين إلى الدرجة التي أقنعتهم فيها بالهروب عبر مسالك جبلية ليقينها التام بعدم قدرتها على المرور عبر المركز الحدودي لأم الطبول لأن ذلك يتطلب حيازة "المراهقين" على جوازات سفر مشفوعة بتصاريح أبوية، مما يرجح فرضية تمكن عناصر "مجندة" من دخول التراب التونسي عبر المعبر الحدودي لحيازتهم جوازات سفر. ووأضح أن التعزيزات المشددة التي فرضتها قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي على طول الشريط الحدودي بين الجزائروتونس قد نجحت في تحييد نشاط عدة خلايا إرهابية.