يقود عدد من مرشحي الانتخابات الرئاسية، حملة "افتراضية" داخل شبكات التواصل الاجتماعي، في محاولات لاستقطاب مخزون الأصوات "النائمة والهائمة" فيها، وارتفعت درجات هذه الحملة بشكل لافت جدا، إلى درجة أن هؤلاء المرشحين، صدقوا فعلا وقولا، دخولهم المسبق إلى قصر المرادية، بل أن هناك مرشحين أضحوا ينادون زوار صفحاتهم ب"أبناء شعبي العزيز". تحولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أداة لترويج الوعود على مختلف مستوياتها في استغلال لهذه الأداة، وسمحت جولة "البلاد" الإلكترونية، في عدد من صفحات الفيسبوك، الخاصة بمرشحين "مفترضين" لتبوئ مقعد المرادية، بمعاينة سخونة الحملة، التي انطلقت قبل الموعد الرسمي للحملة الميدانية، والملاحظة التي عدنا بها، أن اجترار الوعود هو على نفس المستوى، سواء في العالم الواقعي أو في العالم الافتراضي، فمثلما يردد أصحاب "الهملة" في مختلف التجمعات واللقاءات التلفزيونية، أحاديثهم عن خلق مناصب عمل بالملايين والقضاء على أزمة السكن المتفشية وتحويل القرى والبلديات إلى "كاليفورنيات" في التنمية المحلية، يروج مرشحو الفيسبوك نفس الوعود وأكثر، وفي هذا الشأن تحدث مرشح "افتراضي"، اختار أن ينادي زوار صفحته ب"أبناء شعبي العزيز"، وتقدم لسحب استمارات الترشح من وزارة الداخلية، ليقود حملته من هناك، حيث "استهوته" طريقة تقديم الوعود، ليؤكد لمشتركي صفحته بأنه سيعمل على حل مشاكل الجزائر قاطبة وأن "مسيرته" كفيلة بإيجاد مخرج لكل المشاكل الاجتماعية، داعيا زوار صفحته إلى التصويت عليه بقوة لأنه حبيب جماهير الفسيبوك مثلما وصف نفسه، وأضاف المعني في أحد تدخلاته بأنه أيضا سيمكن من يملكون أجهزة كومبيوتر وغير موصولين بالأنترنت من المفاتيح التي توفرها شبكات الإتصال، ولم ينس المتحدث طبعا نصيبه من الوعود الأخرى في الشغل والسكن وغيرها. إحدى صفحات حملة الرئاسيات الانتخابية لمترشح من قطاع التعليم بولاية وسطى، أقحم عددا من صحافيي تلك الولاية عنوة، وقال بأنهم يمثلون خلية إعلام مديريته الانتخابية، ليتفاجأ هؤلاء بورود أسمائهم من غير علمهم، وفضل هذا "المتحرش"، تزيين صفحته بوعود على شاكلة إخراج الجزائر من عنق الزجاجة والعودة بها إلى المحافل الدولية والدفع بعجلة الصناعة والتجارة وووو. المهم حسب العديد من المتابعين في صفحات التواصل الإجتماعي، أن بعض "مشاريع" مرشحين، ممن يعرفون تأثير هذه الأداة، يعملون على أكثر من قدم وساق، للترويج لأنفسهم في مختلف الصفحات لعل وعسى يجدون ضالتهم في العالم الافتراضي بعد أن فقدوها في العالم الحقيقي والواقعي، والكارثة أن هناك فعلا نماذج من المرشحين صدقوا بأنهم نجحوا في الإنتخابات الرئاسية، وهو ما عكسته خطاباتهم في صفحات التواصل الاجتماعي.