المحلل السياسي لزهر ماروك ل "ألبلاد": "ترشح بوتفليقة سيؤثر على حظوظ المترشحين الآخرين" قطعت مصالح رئاسة الجمهورية أمس الشك من اليقين، معلنة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم إلى وزارة الداخلية طلب ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل، لينهي بذلك حلقات الصمت الطويل والتكتم الذي التزمه الرئيس بوتفليقة منذ بداية الجدل حول الرئاسيات. وأكدت الرئاسة في بيان لها أن بوتفليقة أودع لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية رسميا "رسالة نية الترشح"، وسحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية، ويأتي إعلان ترشح بوتفليقة، في وقت قاربت الفترة المحددة دستوريا لتقديم الترشيحات على نهايتها، المقررة طبقا لقانون الانتخابات في الرابع من مارس القادم، أي قبل 45 يوما من موعد إجراء الانتخابات، وذلك بعد أن ترك الشكوك تحوم لمدة طويلة حول حقيقة نواياه في الترشح أو عدم الترشح، الأمر الذي أثار عدة تساؤلات بشأن قدرته على الترشح لولاية رابعة، وغذى حالة الغموض والضبابية، التي شلت الساحة السياسية لفترة تزيد عن ستة أشهر، قبل استدعاء الهيئة الناخبة، و35 يوما من الصمت منذ استدعاء الهيئة الناخبة وانطلاق الترشيحات، ليعلن أخيرا ترشحه في هذا الوقت بالذات. ويرى المحللون السياسيون أن الرئيس بوتفليقة تعمد اختيار هذا الظرف بالذات لإعلان ترشحه، بعد أن حسم الجدل، ووضع النقاط على الحروف من خلال رسالتين، أصدرهما مؤخرا، دافع فيهما عن المؤسسة العسكرية، ولا سيما عن مديرية الأمن والاستعلام، وطلب منها مواصلة ممارسة مهامها، وهما الرسالتان اللتان هيئتا الأجواء بصفة عامة والرأي العام الوطني والساحة السياسية بصفة خاصة لإعلان ترشحه، خاصة وأنه ليس مترشحا عاديا، باعتباره كان رئيسا للجمهورية لثلاث عهدات انقضت، ويترشح الآن لعهدة رابعة، استجابة لنداءات عدة أحزاب سياسية كحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر "تاج" والحركة الشعبية الجزائرية، وكذا جمعيات وممثلين عن المجتمع المدني قد عبروا عن دعمهم لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة لمواصلة تجسيد المشاريع التنموية. وأكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 لزهر ماروك، أن ترشح الرئيس بوتفليقة للرئاسيات المزمع إجراؤها في 17 أفريل المقبل سيقلل من حظوظ المترشحين الآخرين، مما بلغت درجة شعبيتهم، ويؤثر على حظوظ المترشحين الآخرين، نظرا للإنجازات التي حققها، وكذا نظرا لكونه يحظى بدعم القوى الفاعلة في الحياة السياسية الأفلان، الحزب الحاكم والأرندي، ثاني قوى سياسية وأحزاب أخرى مثل حزبي عمار غول، وعمارة بن يونس، إلى جانب قوى المجتمع المدني وقوى الأسرة نظرا لكون ترشح الرئيس بوتفليقة، يأتي استجابة لمطالب جزء من الطبقة السياسية، أولا لاستكمال البرنامج ثانيا ، لتعزيز الاستقرار ثالثا، على اعتبار أن شخصية بوتفليقة "الكاريزمية" وعلاقته الوثيقة مع العواصم الفاعلة الإقليمية كقطر والإمارات، والسعودية، والدولية كباريس وواشنطن ولندن، هذه العلاقات التي كانت صمام أمان للجزائر، من جحيم وتقلبات الربيع العربي الثورية. وأوضح ماروك في اتصال هاتفي ب "البلاد" أن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة كان منتظرا ولم يكن مفاجئا للساحة السياسية، حيث إن العديد من الأحزاب والجمعيات والكثير من القوى السياسية والاجتماعية كانت تلح على بوتفليقة من أجل الترشح لعهدة رابعة، التي تعني بالنسبة لها الاستمرارية في تنفيذ برنامج الرئيس، وبالأخص استكمال الإصلاحات السياسية، وعلى رأسها تعديل الدستور وتكريس استقلالية القضاء، إلى جانب استكمال الورشات الاقتصادية الكبرى، وبناء القاعدة الاقتصادية للجزائر إلى آخرها من المشاريع الأخرى المرتبطة ببرنامج الرئيس بوتفليقة الذي باشره منذ عام 1999 تاريخ مجيئه إلى سدة الحكم، إلى يومنا هذا، باعتبار أن برنامجه بعيد المدى.