يسوق في الصيدليات الجزائرية وعلى نطاق واسع 39 دواء من أصل 77 صنفتها وزارة الصحة الفرنسية ضمن قائمة سوداء للعقاقير الطبية "الخطيرة جدا"، وتم سحبها في فرنسا وأمريكا ومعظم الدول الأوروبية من الصيدليات منذ أكثر من سنة بالنظر إلى خطورة آثارها الجانبية، التي قد تفضي إلى الوفاة بالسكتة القلبية. ومع هذا لم تحرك وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ساكنا، بالرغم من أن بعض هذه الأدوية يتناول بصفة دائمة من قبل المريض ويوصف في حالات العلاج طويلة المدى، لأنها موجهة لعلاج المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة على غرار السكري والضغط الدموي وأمراض القلب والأوعية الدموية والربو، وفي هذه الحالات تتجاوز خطورة الدواء أدوية أخرى على نفس القائمة السوداء. واستنادا للقائمة الطويلة المنشورة منذ سنتين تقريبا من قبل "الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية للمواد الطبية"، والتي أشرف على إعدادها أستاذا الطب المعروفين "برنارد ديبريه" و«فيليب إيفيلين" مدير معهد نيكر للبحوث الطبية والصيدلانية بفرنسا، فإن 77 دواء يتوجب سحبه من السوق فورا بالنظر إلى كونه خطيرا جدا، وقد تصل آثاره الجانبية إلى التسبب في الجلطة القلبية والدموية والإصابات السرطانية المفضية للوفاة في بعض الأحيان. وتحدد هذه القائمة في بعض أدوية القلب والأوعية الدموية ومضادات الالتهابات وحبوب منع الحمل والسكري والربو والأمراض النفسية، وكذا المضادات الحيوية وبعض المراهم والكريمات والاملاح المعدنية والفيتامينات. وبالرغم من أن 39 عقارا طبيا من أصل 77 التي صنفتها وزارة الصحة الفرنسية في خانة "الخطيرة جدا"، إلا أن وزارة الصحة واصلاح المستشفيات لم تعط أي إشعار لوقف تداول هذه الأدوية، المروجة بشكل واسع في الصيدليات الجزائرية، والواسعة الاستهلاك في أوساط المرضى خاصة المصابين بأمراض مزمنة، بالرغم من أن ذات الأدوية سحبت نهائيا من السوق في فرنسا منذ نشر القائمة في أفريل 2011.