أولياء التلاميذ يتهمون مديريات التربية بالتكتم عن تعليمة خاصة باستدراك الدروس واصل اليوم، عشرات التلاميذ من الأقسام النهائية، احتجاجهم لليوم الثالث على التوالي مقاطعين الدراسة، فيما تلتزم الوزارة الصمت إزاء هذا الإضراب الذي ضيع لحد الساعة 24 ساعة من المقرر الدراسي مرشحة للإرتفاع في ظل تمسك التلاميذ بالعتبة، وعدم تحرك الوصاية لاتخاذ أي قرار. نجحت مصالح الأمن التي طوقت الاحتجاج في تفريق التلاميذ الذين نزلوا بقوة إلى ما سموه "ميدان التحرير" في إشارة إلى مواصلة اعتصامتهم إلى حين استجابة بابا احمد لمطالبهم، حيث تجمهروا صبيحة أمس في ساحة الميترو محاولين التنقل إلى ملحقة وزارة التربية بالرويسو، رافعين شعارات "نريد العتبة في شهر أفريل" وهاتفين "خاواخاوا نديرو العتبة"، "لا للدراسة في العطل" ،«ياللعار يا للعار وزارة بلا قرار". وإن كان عدد التلاميذ المحتجين أمس أقل من احتجاج أول أمس، إلا أن عناصر الشرطة كانت حاضرة بقوة، وقامت بمنعهم باستعمال القوة من مواصلة توجههم قبل أن يتم تفريقهم. ودعا التلاميذ الذين حضروا من مختلف الثانويات إلى المشاركة في الاعتصام على غرار ثانويات بلكين وعائشة أم المؤمنين بحسين داي وأحمد توفيق مدني بالمحمدية وأوراري مصطفى ببئر خادم ومحمد بوسعيدي بالحراش وطارق بن زياد ومكاوي باحة وأحمد حماني ومحمد طويلب ببراقي ومحمد بجاوي بباب الزوار وعبد الحفيظ مراد باش جراح وتقنية شريف صباحي بعين النعجة، داعين الوزارة الوصية إلى الخروج عن صمتها وتوضيح الأمور حول مطالبهم في ظل الغموض والتيهان الذي يشعرون به، معتبرين أنه لابد من الحديث عن تحديد العتبة طالما أنهم كانوا ضحية إضراب دام 4 أسابيع، وهدد التلاميذ بدخول امتحانات الفصل الثاني بورقة بيضاء في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وشددوا أيضا على أهمية الاحتفاظ بشهر ماي للمراجعة وتوقيف الدروس في 30 أفريل المقبل. كما أكد ذات المتحدثين أن الأساتذة لا يكترثون بمصلحة التلاميذ، حيث يعتمدون على توزيع المطويات بدون تمارين ولا شرح الدروس، منتهجين سياسة الحشو مركزين على هدف واحد هو الانتهاء من المقرر الدراسي. وصعّد اليوم، تلاميذ الأقسام النهائية على مستوى ثانويات ومتقن عدة ولايات من حركتهم الاحتجاجية المفتوحة، حيث خرجوا في مسيرات متبوعة بتجمعات احتجاجية أمام مقرات مديريات التربية عبر عدة ولايات للمطالبة بتحديد عتبة الدروس في البرنامج الدراسي الموجه لهم وتمكينهم من العطلة الربيعية. المسيرات التي شارك فيها المئات من التلاميذ المترشحين لشهادة البكالوريا عبر الولايات، جابت الشوارع الرئيسية للمدن على غرار ما عاشته ولاية عنابة وحملت لأول مرة مطلبا سياسيا يتمثل في رحيل وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد، لفشله في تكريس الهدنة والقضاء على الاضطراب الموروث منذ عهد سابقه أبوبكر بن بوزيد. من جهته، أفاد مصدر مسؤول من القطاع بأن إدارة الثانويات تعتبر التلاميذ الذين امتنعوا عن التمدرس "متغيبين". وقد باشرت هذه الأخيرة إرسال استدعاءات لأوليائهم. ففي ولاية عنابة التي كانت منطلقا لحركة "التمرّد" في شرق البلاد خرج أمس المئات من تلاميذ الأقسام النهائية بثانويات ومتاقن الولاية، في مسيرة عارمة طالبوا من خلالها بالتراجع عن إلغاء العطلة وتحديد فوري للعتبة التي تضبط سقف الدروس المعنية بامتحانات شهادة البكالوريا، وتأجيل إجراء الاختبار المصيري إلى أواخر شهر جوان المقبل. التوقف عن الدراسة مس أغلب ثانويات وسط المدينة وأحياء مجاورة وبلديات أخرى كالبوني، سيدي عمار، الحجار وبرحال، حيث رفض التلاميذ الدخول إلى الأقسام، وظل بعضهم في الساحات، فيما خرج آخرون من المؤسسات ليتنقلوا راجلين إلى حي أول نوفمبر أين يوجد مقر مديرية التربية، في محاولة للتجمهر ورفع شعار "ارحل يا بابا أحمد"، وهو الاعتصام الذي تم التصدي له من طرف مصالح الأمن التي طوقت المكان ومنعتهم من الاقتراب من المديرية مما جعلهم يجوبون المنطقة الممتدة من أول نوفمبر مرورا بمقر الولاية وصولا إلى ساحة الثورة وسط حضور مكثف لقوات الشرطة. بالموازاة مع ذلك، سارعت مديرية التربية إلى احتواء الوضع، وذلك بإيفاد ممثلين عنها إلى بعض الثانويات، أين تم عقد لقاءات مع ممثلين عن المحتجين لمحاولة إقناعهم بأن مطلب تحديد عتبة الدروس قد استجابت له وزارة التربية، رغم كونه مطلب مبكر جدا، لاسيما أن العام الدراسي يسير بشكل يسمح بإتمام البرنامج المقرر، لكن الثانويين رفضوا الطرح وأصروا على مواصلة مقاطعة الدروس إلى غاية الإعلان الرسمي حسب مطلبهم تأجيل إجراء امتحان البكالوريا إلى الأسبوع الأخير من شهر جوان القادم. وعلمت "البلاد" أن لجنة تابعة لوزارة التربية قد حلت أمس بثانويات 18 فيفري، حسيني محمد والقديس أوغستان، للتحقيق في احتجاجات تلاميذ الأقسام النهائية، الذين قاطعوا الدراسة وخرجوا إلى الشارع. كما قاموا باقتحام المؤسسات التربوية المجاورة قصد إجبار زملائهم على مقاطعة الدراسة والاعتصام أمام مقر مديرية التربية، بحجة أن الأساتذة لا يقدمون إلا تمارينات وحشو عشوائي لاستدراك الدروس خلال الحصص وحرمانهم من الدروس، على حد قولهم. وفي برج بوعريريج، تجمعت حشود معتبرة من تلاميذ الأقسام النهائية، أمس، قبالة المدخل الرئيسي لمديرية التربية، في شكل اعتصام احتجاجي طالبوا فيه بتمكينهم من العطلة الربيعية واتخاذ إجراءات ملموسة لتخفيف البرنامج الدراسي المكثف وتعديل الحجم الساعي، مع تحديد العتبة من قبل وزارة التربية الوطنية. وفي ولاية الطارف، شارك في التجمع الاحتجاجي عشرات التلاميذ يمثلون حوالي سبع ثانويات، حيث قاطعوا حصصهم الدراسية وتدفقوا، منذ الساعات الأولى من الصباح، باتجاه مديرية التربية للتعبير عن تذمرهم من مساعي حرمانهم من العطلة وضغط الحجم الساعي للدروس المستدركة الذي بات يؤثر على قدرة استيعابهم، في الوقت الذي ينتظرهم، في نهاية السنة، امتحان مصيري يحدد بقية مشوارهم الدراسي، مطالبين باتخاذ إجراءات استعجالية لتبديد مخاوفهم، خاصة فيما تعلق بتحديد عتبة الدروس التي قررت الوزارة الفصل فيها خلال الأيام المقبلة. وهو نفس الوضع الذي عاشته ولايات ميلة وجيجل وسطيف وأم البواقي وسكيكدة وسوق أهراس وتبسة. وفي هذا السياق، أكد مسؤولون من جمعيات أولياء التلاميذ في ولايات عنابة والطارف وسكيكدة وخنشلة، بأن خلايا استماع سيتم تنصيبها في كل الولايات، لربط الحوار مع المتمدرسين والتصدي لانشغالاتهم، مضيفا بأن تعليمة وزارية وصلت إلى جميع المديريات توضح بالتفصيل الإجراءات التي سيتم اتخاذها في امتحانات نهاية السنة، غير أن السواد الأعظم من التلاميذ يجهلون محتوى هذه التعليمة رغم وصولها بحر الأسبوع الجاري، ‘'الأمر الذي يؤشر على تقصير في هذا المجال، لاسيما أن التلاميذ ينبغي أن يكونوا على اطلاع تام بما ينتظرهم في نهاية الموسم ومصير العطلة المبرمجة".