- من الاقتصاد للأدب، ومن الحسابات والأرقام إلى الكتابة الروائية؛ أين يجد أحمد طيباوي نفسه؟ لم تمنعني مهنتي وتخصصي في الاقتصاد من الولوج إلى عالم الكتابة، فقد دخلت عالم الكتابة لأنني أحبه ووجدت الكثير مما لم أجده في عالم الإحصاءات والبيانات والأرقام، فقد أدمنت الكتابة ووجدت نفسي فيها ولا أفكر في الابتعاد عنها أبدا فهي أدمنتني كما أدمنتها.. فأنا دخلت عالم الكتابة وقد آمنت به ولا يمكنني أن أعود للوراء . - "موت ناعم".. أي نوع من الموت أردت أن تقاربه في روايتك؟ الرواية احتفال بالحياة في حضرة الموت وليس انتصار للموت، وهي ابتعاد عن الموت التقليدي فأنا لا أقصد الموت البيولوجي الذي يعرفه الجميع هنا، موتي هنا هو موت جمالي أنثوي، أي أن النعومة هنا تحيلنا إلى عالم الأنثى بكل ما يختزنه عالمها من تناقضات وصراعات ورغبة مستمرة في الوجود وحصولها على غايتها التي تنشدها فأنا حاولت بأن أدخل عالم المرأة في روايتي . - أنت كتبت عن الأنثى بلسان الرجل، إلى أي حد يمكنك أن تتجرد من الذكورة فيك لتنصف عالم المرأة؟ عالم الأنثى صعب جدا، خاصة أن البطلة في روايتي مثقفة في مواجهة مجتمعها، وليس سهلا تقمص الأنثى بمشاعرها، وخاصة لما يتعلق الأمر باحتوائها لشقيقها واعتبارها ابن لها وما يفرضه المقام من استحضار مشاعر الأمومة، فلا يمكن أن أتجرد من الرجولة أثناء كتابتي، لذا أحاول أن أحيل وأن أقارب لا أكثر، فالأفضل أن تكتب الأنثى عن نفسها لكنني حاولت أن أقاربها قدر الاستطاعة.. من خلال دلالات متعددة وكل قارئ له الحرية في إعادة خلق النص بطريقته . - أحمد طيباوي وأدب الجوائز.. هل تهتم كثيرا بالجائزة لما تكتب؟ أنا لي رواية أولى "المقام العالي" الفائزة بالجائزة الأولى "علي معاشي" سنة 2011 ، وصحيح كان ذلك حافزا كبيرا بالنسبة لي ودافعا نحو الأمام، لكنني لا أستطيع أن أقول أبدا إنني أكتب من أجل الجوائز مع أن الجائزة تعد دافعا للكاتب ومفجرا للعديد من طاقاته لم تحمله من دلالات الاعتراف والتشجيع والتحفيز .