افتتحت أمس بمعسكر أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "التصوف عند أهل العلم من عبد القادر الجيلاني إلى الأمير عبد القادر" بمشاركة 13 بلدا عربيا وإسلاميا. وتميز حفل الافتتاح الذي جرى بجامعة "مصطفى اسطنبولي" بمعسكر؛ بتدخل عدد من مشايخ الطريقة القادرية الذين أكدوا على أهمية هذا اللقاء في إحياء منهج الصوفية واستذكار مآثر الصوفيين أمثال الأمير عبد القادر والشيخ محمد بن سنوسي الإدريسي المستغانمي والشيخ البدوي والدعوة إلى وحدة الأمة الإسلامية. وأوضح رئيس الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية الدكتور محمود شعلال الثراء الذي يتميز به التراث الروحي للصوفية ومنهجه الداعي إلى الوحدة ونبذ الفرقة. وحذر في هذا الإطار من أولئك الذين يتربصون بالأمة الإسلامية لبث الخلاف والفتنة، مشددا على أهمية الصوفية في مواجهة ذلك. وضرب في ذلك مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والأمير عبد القادر اللذين كانا نموذجا للوفاق وجمع شتات المسلمين. ومن جانبه؛ أشار المرشد العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة بليبيا الدكتور محمد الشحومي الإدريسي؛ إلى أن التصوف يعاني حاليا من الإساءة وطمس الهوية الحقيقية له، مضيفا أن "التصوف منهج يدعو إلى الوحدة والتآخي والتسامح ".ولفت في هذا السياق إلى "أولئك الذين يكفرون الناس وأباحوا قتل المسلمين بغير حق، والذين يسفهون الاجتهاد والجهاد في العالم الإسلامي". ومن جهته، أكد شيخ الطريقة القادرية بتركيا الدكتور محمد مختار القادري، على أهمية لقاء معسكر الذي قال عنه إنه "سيكون سببا لإحياء السنة والدعوة إلى التعاون والتراحم بين أبناء الأمة الإسلامية". وسيتم تناول موضوع هذا الملتقى الذي ينظمه الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية من خلال محاور تتعلق ب "أعلام التصوف في تاريخ الأمة الإسلامية" و"التصوف العملي في تاريخ الأمة الإسلامية" و"الطريقة القادرية والتقارب الصوفي العملي". من ناحية أخرى، برمج المنظمون قرابة 30 محاضرة سيقدمها على مدار ثلاثة أيام؛ شيوخ زوايا وباحثون من عدة دول منها إندونيسيا وموريتانيا ومصر وليبيا والمغرب وتونس وتركيا والسعودية، إلى جانب أساتذة من الجامعات الجزائرية. وسيحاول المتدخلون تسليط الضوء على جوانب من حياة وسير سيدي عبد القادر الجيلالي والأمير عبد القادر وغيرهما من أعلام التصوف في العالم الإسلامي، إلى جانب مناقشة مسائل مرتبطة بالطرق الصوفية مثل "الطريقة الصوفية القادرية في خدمة الأمن والاستقرار". وسيحظى ضيوف معسكر بزيارات لبعض المواقع التاريخية والدينية بولاية معسكر منها قرية "القيطنة" مسقط رأس الأمير عبد القادر وكذا شجرة "الدردارة" ببلدية غريس التي جرت تحتها المبايعة الأولى للأمير عبد القادر.