فاجأ "الشاعر" السوري الشاب باسم سليمان مذيعة برنامج "تفاصيل" على قناة "سما" السورية الموالية لنظام بشار الأسد، بإطلاق اتهامات طالت ثلاثة من أعمدة الأدب العربي وهم محمود درويش، نزار قبّاني وأدونيس، وذلك في وقت احتفل الفلسطينيون بذكرى "يوم الأرض". وأرجع الشّاعر سبب الشعبية العربية التي يتمتّع بها المبدعون المتّهمون إلى "رداءة شعرهم واعتمادهم على سذاجة المتلقيّ لا عقله". كما خصّص كل واحد منهم بتهمة صريحة؛ فمحمود درويش وصفه "الشاعر" بالعميل للعدوّ الصّهيوني، متسائلا عن سبب اغتيال إسرائيل للرسّام الكاريكاتوري الفلسطيني ناجي العلي وشّاعر المقاومة الثائر معن بسيسو، في حين "تركت درويش يصول ويجول وهو الذي لم يترك مسبّة إلا ونسبها للصّهاينة". وفي إجابة عن تساؤل هذا "الشاعر"، أكد أن صاحب قصيدتي "مديح الظل العالي" و"عابرون في كلام عابر"؛ كان عميلا للصّهاينة ويتّخذ من شعره ستارا يتخفّى خلفه حتى لا يشكّ أحد في أمره خاصة أنه كان ذو صلات متينة بمنظّمة "فتح" تسمح له بجمع الأخبار واستغلالها لصالح الدّولة العبرية. أما بخصوص نزار قباني؛ يرى المدعو باسم سليمان في روائع "شاعر المرأة والثورة"، رداءة جمعت حوله جمهورا عريضا كون الرّداءة تصنع الشّعبية، معززا رأيه بفكرة الحرمان العاطفي لدى القارئ العربي الذي وجد في قصائد الحب "النّزارية" المتنفّس الوحيد لممارسة مكبوتاته، الأمر الذي ترك جمهور نزار يغفل عن الجّانب الإبداعي الحقيقي جاعلا من "رداءة نزار قبّاني أسطورة أدبية". كما نال صاحب فكرة "الثّابت والمتحوّل" أدونيس، نصيبه من النّقد الهجومي، إذ اعتبره الشّاعر الشّاب متصلّب الذّهن وأفكاره لم تعد تلائم العصر لبلادتها ودعاه لأن يصمت. وهذه الاتهامات اعتبرها المدعو باسم سليمان حقّه في ممارسة الديمقراطية وحرية التعبير التي لطالما دعا إليها الشّعراء الثلاثة، وهو لا يريد من وراءها الشّهرة، بل رأيا حقيقيا لطالما خاف النّاقد العربي من التّصريح بها. من ناحية أخرى، يقول باسم سليمان عن نفسه إنه كاتب وصحفي من سوريا من مواليد 1971، وخريج معهد الحقوق، وله مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان "تشكيل أول" صادرة سنة 2007 في دمشق، والثانية "لم أمسس" صادرة عام 2011، بالإضافة إلى مجموعتين قصصيتين هما "تماما قبلة" و"لسان الضّفدع".