كشفت مصادر "البلاد" من ولاية غرداية، عن تواصل المواجهات في عدة أحياء من ولاية غرداية، فبعد أحياء القرطي، الشعبة والشواهين، انتقلت أعمال العنف إلى منطقة بونورة، سيدي عباز وبابا سعادة، مخلفة أزيد من 35 جريحا من بينهم 17 شرطيا، وحرق وتخريب 19 منزلا وعددا من المحلات التجارية، إلى جانب تحطيم سيارات خاصة. تواصلت المواجهات في غرداية لليوم الرابع على التوالي، حيث شهدت يوم أمس أعمال عنف في بونورة، سيدي عباز وبابا سعادة، استدعت تدخل أعوان الأمن المنتشرة في كل مكان. وحسب المصادر ذاتها، فقد اندلعت مواجهات بين سكان هذه الأحياء، استخدمت فيها الأسلحة البيضاء، العجلات المطاطية والزجاجات الحارقة، مما تسبب في سقوط عدد كبير من الجرحى، كما اضطرت قوات الأمن إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لوقف المواجهات، التي خلفت حصيلة ثقيلة من الخسائر المادية بعد حرق منازل ومحلات تجارية وتحطيم سيارات وممتلكات خاصة، إلى جانب تسجيل 35 جريحا من بينهم 17 عنصر أمن. وفي السياق، لم يتمكن عدد كبير من التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم، كما أغلقت المدارس الحرة أبوابها خوفا من الاعتداءات، وتم غلق المحلات التجارية في عدة مناطق، كما اضطرت بعض العائلات للفرار من منازلها هروبا من أعمال العنف، فيما عززت قوات الأمن المشتركة تواجدها بعين المكان، واستعانت بالطائرات المروحية التي أخذت تحوم فوق الأحياء المتضررة لساعات طويلة لمراقبتها والكشف عن المتورطين. وأفادت المصادر ذاتها، أنه يجري التحقيق للكشف عن هوية المتورطين لاعتقالهم، وسط حذر شديد من أن تزيد حملة الاعتقالات من تأزم الوضع أكثر، خصوصا أن المواجهات التي تعرفها الولاية منذ يوم السبت الماضي، كانت قد اندلعت بعد اعتقال شخصين من حي القرطي، يشتبه في تورطهما في الأحداث السابقة، حيث احتج شباب الحي على هذا الإجراء ودخلوا في مواجهات مع الأمن لساعات طويلة، قبل أن تنتقل إلى أحياء أخرى في المنطقة. من جانبهم، دعا عقلاء المنطقة من الأعيان، الجانبين إلى التعقل ونبذ الفتنة والعنف، وحذّروا من سيناريو كارثي مستقبلا في حال لم تتمكن السلطات من التعامل مع الأزمة، التي باتت تنخر المجتمع الغرداوي، خصوصا أنها حصدت أرواح عدد منهم وتسببت في إعاقة آخرين، إلى جانب الخسائر المادية الكبيرة التي لا يزال أصحابها يطالبون بالتعويضات والعائلات التي شردت بعد حرق منازلها