فقيه سعودي اسمه عبيكان وليس عبيكة واحدة أفتي بجواز رضاعة الكبير، قبل أن يستدرك الأمر فيقصر الرضاعة على الطفل في الملجأ! وفقيه مصري على نفس الخط أفتي حتى هو برضاعة الكبير في المكتب. وترجمته أن الموظف مثلا يمكنه أن يرضع زميلته في العمل لكن تصبح محرمة عليه وليست خليلته! وهذا أيضا يمكنه أن يشكل حلا جزئيا في نظره على الأقل لحل إشكالية التحرش الجنسي! فقد بات هذا الخطر هاجسا لدى المسؤولين عندنا مثلا في جميع المستويات، بعد أن صرنا نسمع عن ترقيات جنسية في المناصب وحتى عن بعض المهرولين في أروقة الوزارات في عملية مطاردة مكشوفة للنسوان كمطاردة الإسبان للثيران! وعندما تصبح الرضاعة موضوعا في مقدمة أولويات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في اجتماعهم الحالي في أوغندا، فإن ذلك يعكس حجم المشكلة التي باتت تؤرف القارة السمراء على العموم، بما فيها الجزائر نفسها التي أوكلت المهمة لكتابة نوارة (الفول) لكي تحلها! إفريقيا كقارة أمرأة مرضعة بامتياز وصاحبها الذي يرضعها رأسه وفمه في أوروبا والصين بدرجة ثانية ثم أمريكا التي تخلفت على ما يبدو نظرا لانشغالها برضاعة ''حسيان'' الأمراء من البترول والغاز. وداخل إفريقيا زعاؤها وهم أكثر المطلوبين لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ويفترض أن توجه لهم تهمة رضاعة الكبير، فقد مصوا فقراءهم في بلدانهم باسم سياسات شيطان ما أنزل الله بها من سلطان وقاموا بتحويل ملايير الدولارات خارج القارة. ومادام أنهم نفس هؤلاء الزعماء يتباكون على نسوان إفريقيا غير المرضعات وعلى صحتهن وأمومتهن، فإن الأجدر أن نبحث لهم عن فطام بعد أن سبقوا حلبها حتى الثمالة فيقومون أولا بإعادة بعض ما نهبوه على الأقل، وفي المقام الثاني يعلنون التوبة النصوح عن فكرة رضاعة الكبير كما عرضها المتفيقه المصري رغم معارضة الكثيرين، والأمر الثاني قد يكون أشد أشبه عندنا بمحاولة فهم العائلة الثورية والحركية التي رضعت باسم الثورة وضعت لنا ثورة بركان ودمار!