تسببت عمليات الاختطاف والاعتداء على ممثلي الدبلوماسيات الأجنبية ومقراتها في ليبيا والتي تكثفت خلال الأسبوع الماضي، في مغادرة العديد من البعثات الدبلوماسية للعاصمة طرابلس، حسبما تناقلته مواقع إخبارية عن قناة "العربية الحدث"، في حين نفت غرفة عمليات ثوار ليبيا هذه الأخبار واعتبرتها مجرد إشاعات. أكدت الصفحة الرسمية لغرفة عمليات ثوار ليبيا أن السفارة العراقية في طرابلس نفت خبر هروب سفيرها من ليبيا، (وكذب مصدر من السفارة لوكالة التضامن إغلاق السفارة ومغادرة طاقمها الدبلوماسي لليبيا)، كما نفت السفارتان الألمانية والإيطالية خبر إغلاق سفارتيها في طرابلس، بينما أوضحت السفارة البريطانية أن سبب إيقاف منح التأشيرة خلال اليومين الماضيين كان بسبب إجازة عيد الفصح عندهم، وأن باب التقديم للتأشيرة سيستأنف اليوم الأحد، في حين نفت الخارجية الليبية خبر فرض تأشيرة الدخول على المواطنين الليبيين لزيارة الأردن أو تونس. غير أن مسلسل استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية في ليبيا لازال متواصلا، حيث قام مسلحون مجهولون أول أمس بسرقة سيارة تابعة لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس، كما تعرضت السفارة البرتغالية لهجوم ليلة الخميس إلى الجمعة الفارطة من 4 مسلحين، ما أدى إلى جرح أحد العناصر الأمنية، ولاذ المسلحون المجهولون بالفرار عندما وصلت تعزيزات أمنية إلى المكان. وتأتي هذه الأحداث بعد اختطاف السفير الأردني في ليبيا قبل 5 أيام واختطاف مستشار بالسفارة التونسية منذ 3 أيام، وقبله موظف بالسفارة التونسية منذ شهر، كما اختطفت مواطنة ليبية تعمل موظفة أمن في السفارة الأمريكية في طرابلس منذ أسبوع، ولكنها تمكنت من الفرار من خاطفيها. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “آرب ديلي نيوز” الأمريكية، أن الأردن أرسل وحدات خاصة من الجيش الأردني لمهاجمة خاطفي السفير الأردني فواز العيطان في ليبيا وتحريره. وأوضحت الصحيفة أن الوحدة الأردنية المرسلة سوف تتعاون مع عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي.آي.إي”، وعدد آخر من وكالات الاستخبارات العالمية في غرفة عمليات مشتركة واحدة. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نقل الجنود إلى هناك بواسطة طائرتي هليكوبتر تزودتا بالوقود في مصر قبل إكمال رحلتهما إلى ليبيا، وكان مسؤول في حلف شمال الأطلسي قال في وقت سابق “إن قوات خاصة من كل من بريطانيا وفرنسا والأردن وقطر موجودة على الأرض في ليبيا، وأجرت عمليات في طرابلس والمدن الأخرى لمساعدة قوات المعارضة قبل إسقاط نظام العقيد معمر القذافي”. وأدى التردي الأمني في العاصمة طرابلس إلى تلويح كتائب مسلحة تابعة لدرع ليبيا بدخول العاصمة طرابلس لحفظ الأمن بها، في الوقت الذي عارضت أطراف أخرى دخول هذه الكتائب إلى طرابلس مجددا، واعتبر رئيس مجلس ثوار طرابلس سابقا عبد الله ناكر تجمع هذه الكتائب في مدينة الخمس القريبة من طرابلس “إعلان حرب”، حسبما نقله عنه موقع “الجزيرة نت”.