رولان جاكار رئيس المرصد الدولي للإرهاب عدد عناصر القاعدة في الساحل بنحو 800 إرهابي، كلهم مجندين في كتائب قتالية لايتجاوز عددها المائة. وقال المسؤول الفرنسي في حوار مع صحيفة ''فرانس سوار'' بشأن تحليله لتنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' إنه مقسم إلى كتائب والكثير منها يعمل على الحدود المشتركة بين كل من مالي، الجزائر، موريتانيا والنيجر. مؤكدا أن الجماعة التي أعدمت ميشال جرمانو تنتمي إلى إحدى هذه الكتائب، التي قال إنها تعتمد إستراتيجية الرمال المتحركة وكثرة الترحال والحركة، معتبرا هذا المعطى واحدا من العوائق التي تحول دون تحديد موقعها . في السياق ذاته شدد المتحدث على التوضيح بأن غالبية العناصر المنتمين لهذا التنظيم هم من الجزائر وموريتانيا، إضافة إلى عناصر أخرى من مالي والنيجر، قبل أن يعود لتوجيه أصابع الاتهام للبدو في هذه المنطقة مؤكدا أنهم يؤدون أدوارا مزدوجة في المنطقة من خلال العمل كأدلاء أو المترجمين للسياح الغربيين في المنطقة وأحيانا قد يكون لهم دور في المفاوضات التي تجري بين الخاطفين وبلد المخطوف. وعاد المسؤول للتأكيد أن الكتيبة المسؤولة عن اختطاف الرهينة الفرنسي المعدوم يتزعمها الجزائري عبد الحميد أبو زيد واصفا إياه بأنه مخضرم عاش أيام الجماعة السلفية للدعوة والقتال ثم القاعدة في المغرب العربي الذي أطلقت على نفسها هذا الاسم سنة .2007 كاشفا أن جماعته تضم 30 عنصرا إرهابيا أغلبهم تلقوا تكوينا ميدانيا في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان وحول سؤال متعلق بمدى خطورة ارتباط هذه الكتيبة بالقاعدة الأم قال المسؤول إن ''هذا الولاء يعود إلى سنة 2006 مما يجعلها أكثر خطورة من هذه الجماعات نفسها علما بأنهم على اتصال مع الرجل رقم 2 في تنظيم القاعدة ويتعلق الأمر بالظواهري''. وبخصوص قضية اختطاف الرهائن أكد المتحدث أن ''هذه العملية سهلة وتهدف للحصول على المال عن طريق الفدية التي غالبا ما تدفعها جهة المخطوف''، مشيرا إلى أن ''الرهينة يصبح عرضة للبيع والشراء بين كتيبة وأخرى على شكل مزاد علني فالكتيبة التي تدفع أكثر تحصل عليه. وتقفز سعر الرهينة عند بداية المفاوضات مع الجهة المعنية''. وأكد المتحدث أن أموال الفدية تذهب لشراء المعدات العسكرية والاتصالات السلكية واللاسلكية. وحتى صواريخ جو. ولاحظ أن ''الكتائب'' قد دخلت في اتفاقات مع تجار المخدرات في مناطقهم التي تسيطر عليها حركة المرور من الكوكايين. وقال إن الهدف السياسي للقاعدة في المغرب هو تدمير بلدان المنطقة سياسيا واستبدالها بأنظمة تابعة لها، إضافة إلى استهداف كل من إسبانياوفرنسا. وكشف أن الاستخبارات الفرنسية أحبطت ثلاثة أو أربعة مشاريع للقاعدة في المغرب لضربها في عقر دارها، خاصة وأنه قد تم تفكيك العديد من الخلايا النائمة في فرنسا التي تستخدم شبكة الأنترنيت لتجنيد وتدريب ونقل الأوامر، دون أي اتصال جسدي، مشيرا إلى أنه قبل عام ونصف تم اعتقال رجل في حين كانت الخلايا النائمة تستعد لارتكاب هجوم ضد المنشآت العسكرية في ''ديوز''. ورصدته أجهزة الاستخبارات على شبكة الانترنيت بالمحصلة الخبير الفرنسي لم يقدم في تحليله غير المعطيات المتداولة إعلاميا رغم أنه قدم رقما أبعد بكثير من الرقم الجزائري وحتى الفرنسي الأمر الذي يعطي ولو لمحة عن أسباب الحماقة الفرنسية المرتكبة في منطقة الساحل والتي لازالت لم تكشف عن كل أسرارها.