تتميز ولاية جيجل بموقع استراتيجي له أبعاد اقتصادية ثقافية-حضارية وسياحية، إضافة إلى التعدد والثراء الذي تتميز به بسبب التنوع الإيكولوجي للمنطقة، فمن شاطئ بني بلعيد شرق حتى الشاطئ الأحمر ستجد ثراء وتنوعا سياحيا منقطع النظير عبر 22 شاطئا مسموحا للسباحة. قدرات سياحية كبيرة واستغلال بسيط وما يميز جيجل عن غيرها من الولايات الساحلية الجزائرية الطبيعة العذراء والتنوع السياحي، لكن الملاحظة الأولى التي تسجلها أن هذه الإمكانات السياحية غير مستغلة، في قراءة بسيطة لعدد الشواطئ المسموحة للسباحة مثلا نجد 22 شاطئا فقط من مجموع 50 مسموحة للسباحة بنسبة 44٪ مقابل 28 شاطئا غير مسموح للسباحة بنسبة 56٪، ومهما كان التبرير المقدم للشواطئ غير المسموحة للسباحة "والتي في الغالب غير مهيأة" فإنها خسارة كبيرة للاقتصاد الوطني بامتياز، فإذا أخذنا مثلا أضعف المداخيل المباشرة للبلديات خلال الموسم الفارط نجده في بلدية الطاهير ب 95000.00 دج مضروبة في 28 سنجد 2660000.00 دج وهو مبلغ كفيل ببناء مرفق سياحي، أو سيساهم في حل مشكل بلدي، أو إنشاء العشرات من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. الخصوصية السياحية ومحافظة المجتمع الجيجلي وراء التدفقات السياحية الكبيرة بلغ عدد المتوافدين على الولاية خلال موسم الاصطياف 2013، حوالي 45617 حسب الإحصائيات الرسمية التي تبين الإقامات المصرح بها في الفنادق والمخيمات والمؤسسات التربوية... أما غير المصرح بها "إقامات في شقق للخواص" فقد تصل الضعف، ويرجع ذلك إلى الخصوصيات التي تتميز بها جوهرة الشرق وعروس البحر الأبيض المتوسط، من مناظر ساحرة وطبيعة عذراء. بالإضافة إلى أهم ميزة تميز المجتمع الجيجلي وهو محافظته على القيم والعادات الجزائرية الأصيلة وهو ما يشجع "السياحة المحافظة"، ويدفع بالعائلات الجزائرية إلى الإقبال من كل حدب وصوب على مختلف شواطئ جيجل. ولم يمنع توسط الشهر الفضيل موسم الاصطياف من قدوم العائلات الجزائرية خاصة من المناطق الصحراوية على غرار وادي سوف وبسكرة ورڤلة وأدرار.... من أجل الاصطياف وهروبا من الحرارة المرتفعة في شهر رمضان المبارك. ضعف هياكل الاستقبال يجعل ظاهرة كراء الشقق البديل الوحيد تتوفر جيجل على 27 وحدة فندقية بطاقة استيعاب إجمالية تقدر ب 1842 سريرا تتراوح بين بدون نجوم إلى النجمة والنجمتين، وعلى 18 مخيما عائليا بطاقة استيعاب 4349 سريرا، وإذا قارنا هذا بعدد تدفقات السياح سنجد أنه رقم بسيط لا يلبي الطلبات الكبيرة، وهذا ما يجعل ظاهرة كراء الشقق البديل الوحيد "ظاهرة الإقامة عند القاطن" للسياح وفرصة لمواطني جيجل للاستثمار والدخل المربح، وسوف تجد هذه الأيام وأنت تتجول بمختلف المدن الساحلية لجيجل لافتات وملصقات تحمل العبارة التالية " كراء المنازل للصيف + رقم الهاتف" وهذا يبين شيئا مهما هو أن هذه العملية تتم في السوق السوداء دون مراقبة الدولة وهذا ما له من مخاطر على الطرفين الكاري والمكتري، حيث إن الكاري "السائح" يكون عرضة في كثير من الحالات للسماسرة الذين قد يضاعفون له المبلغ فهو يتراوح بين 2000 دج و8000 دج لليلة الواحدة دون خدمات أخرى. جيجل ورشة مفتوحة للأشغال عشية موسم الاصطياف 2014 تشهد مدينة جيجل هذه الأيام، أشغالا مختلفة عبر مختلف شوارعها، وإذا كانت الأشغال تهدف إلى إعادة شبكة المياه وكذا أشغال الربط بالألياف البصرية، فإن هذا المشهد جعل جيجل تعيش في مشهد ورشة مفتوحة، وهو ما خلف انزعاجا كبيرا لدى المواطنين فما بالك مع انطلاق موسم الاصطياف.