قسنطيني: "فرنسا لا تزال تعاني من عقدتها تجاه العلم الوطني" طالبت منظمة عنصرية فرنسية، تطلق على نفسها اسم "كتلة الهوية" وهي تابعة للجناح اليميني المتطرف، السلطات الفرنسية باتخاذ إجراءات ردعية ضد احتفالات الجالية الجزائرية خلال مباريات كأس العالم، متهمة الجزائريين بالعنف وداعية إلى حرمانهم من الخروج إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم بالفوز. حاولت منظمة كتلة الهوية، تبرير عنصريتها المعهودة تجاه الأجانب في فرنسا وبالأخص الجالية الجزائرية، باتهامها الجزائريين بالعنف في التعبير عن فرحتهم خلال الاحتفالات الخاصة بفوز المنتخب الوطني وغيرها من الاحتفالات، وسعت إلى الضغط على حكومة بلادها، مع اقتراب موعد انطلاق فعاليات كأس العالم الذي سيشارك فيه المنتخب الجزائري، لإصدار نص تشريعي يمنع الجزائريين من الخروج إلى الشارع للاحتفال، وحتى منعهم من ارتداء ألوان العلم الوطني خلال كأس العالم، في سابقة هي الأولى من نوعها. وأشار الجناح اليميني في دعوته للسلطات الفرنسية، إلى ما وصفه ب«المخاطر" الناجمة عن احتفالات الجماهير الجزائرية، والتي قال إنها تتسم بالعنف وإثارة الفوضى، كما أنها تخلف خسائر مادية على خلفية خروج عدد هائل من المشجعين. الدعوة العنصرية لليمين المتطرف، تتزامن مع الانتصار الذي حققته الجبهة الوطنية في الانتخابات الأوروبية، مما ينذر بتصاعد نسبة الكراهية للأجانب في فرنسا، خصوصا الجزائريين، حيث ذكّر بالمباراة سيئة السمعة بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي في 2001، مشيرا إلى أن كل مباراة يخوضها المنتخب الجزائري، ضد أي فريق كان، يتم على إثرها انفجار العنف من قبل الجماهير الجزائرية، وتعمد المبالغة لتحريض السلطات الفرنسية ضد الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا. وزعمت المنظمة العنصرية، أن خروج الجزائريين إلى الشارع للاحتفال أدى إلى وقوع اشتباكات مع الشرطة وألحق أضرارا بالسيارات والمحلات التجارية والشوارع، في باريس ومرسيليا وتولوز وغيرها، إلى جانب إطلاقهم عبارات شتم ومعاداة لفرنسا. وأكد رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، في اتصال ب«البلاد"، أن فرنسا لا تزال تملك حساسية تجاه العلم الجزائري، معتبرا الدعوة إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات، تصرفا عنصريا يمس بحقوق الإنسان والعلاقات بين الدول. وأشار إلى أن منع الجزائريين من التعبير عن فرحتهم بفوز المنتخب الوطني، أمر غير مشروع ولا مبرر له، خصوصا أن الجماهير الجزائرية في فرنسا تحتفل بطريقة سلمية ولم يسبق أن واجهت تهما كالتي أطلقها اليمين المتطرف.