مع حلول شهر رمضان المعظم، تنتشر ظاهرة الذبح غير الشرعي وممارسة تجارة بيع اللحوم الحمراء والبيضاء بالأسواق العمومية وعلى قارعة الطرق الوطنية، في وضع غير صحي ودون مراقبة تذكر من المصالح المختصة، وهو الأمر الذي يضع صحة المواطن على كف عفريت، ورغم النداءات المتكررة التي توجهها من حين لآخر جمعيات ومنظمات صحية، فإن الظاهرة آخذة في الانتشار والتوسع، خاصة مع حلول شهر رمضان المعظم، حيث تباع مختلف اللحوم الحمراء والبيضاء على قارعة الطرق وفي أماكن تفتقر لأدنى الشروط الصحية. وحذرت مصالح البيطرة بمختلف ولايات الوطن، من انتشار ظاهرة الذبح غير الشرعي في الأسواق الأسبوعية للمواشي التي أصبحت قبلة للمواطنين الذين يقتنون منها اللحوم الحمراء غير المراقبة صحيا، وعلمنا أن المفتشيات راسلت مسؤولي البلديات تحثهم على التدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على صحة المواطنين، خاصة بالمدن الشرقية التي شهدت انتقالا لمرض الحمى القلاعية الذي استفحل على الحدود الشرقية مع تونس وحتى وسط البلاد. ولاحظت "البلاد"، حسب مراسليها عبر الوطن، عودة بيع اللحوم الحمراء وحتى البيضاء على قارعة الطرقات، حيث يقوم التاجر غير الشرعي ببيعها للمارة والزوار والمصطافين، حيث يصل سعر الكيلوغرام إلى 900 دج، وتسوق لحومها دون المرور على المراقبة البيطرية، مواطنون ومسؤولون من مختلف الرتب يركنون سياراتهم على حافة الطريق لشراء هذه المادة الحيوية وخاصة منها لحم الماعز الذي جاوز ال 1000 دج ويتجهون لشراء هذه المادة دون مراعاة لعواقبها الصحية ودون علمهم بخطورة ما ينجر عن ذلك، خاصة على وضعهم الصحي. ولدى اتصالنا بببعض مفتشيات البيطرة، لمعرفة رأيها في هذه الظاهرة، اعترف مسؤولوها بخطورة الوضع، خاصة أن الرؤوس المذبوحة لا تراقب، ما يجعل لحومها غير صحية، علاوة عن الظروف التي تحيط بعملية الذبح، مشيرا إلى أن مصالحها قامت بمراسلة الجهات المعنية لأجل القيام بحملات توعوية لمحاربة هذه الظاهرة، وأوضحوا أن الأمر سيكون أخطر مع حلول شهر رمضان، إذ يزداد الطلب على اللحوم الحمراء. وعجز البياطرة عن مراقبة رؤوس الماشية التي تذبح داخل السوق الأسبوعي للمواشي، وهو ما ينبئ بوضعية خطيرة إن لم يتم التصدي لها. من جهة أخرى، حذر مختصون في هذا المجال من أن الرؤوس المذبوحة خارج الإطار القانوني تكون مصابة بأحد الأمراض، فعوض أن يقوم أصحابها بذبحها ودفن لحمها يجلبونها للسوق الأسبوعي أو على قارعة الطريق فيبيعونها للتجار الطفيليين الذين يذبحونها ويبيعون لحمها بعيدا عن أعين المراقبة بحثا عن الاستفادة المادية، وهو الأمر الذي يزيد من خطورة الوضع على صحة المواطنين الذين تتزايد أعدادهم أسبوعيا لأجل شراء هذه اللحوم غير المراقبة. من جهتها وزارة التجارة حذرت في وقت سابق من هذه الظاهرة التي تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، وأمرت بتشكيل فرق للمراقبة عبر الأسواق الأسبوعية واليومية، غير أن التجار الفوضويين الذين يستغلون الطرق الوطنية لبيع هذه اللحوم يبقون بعيدين عن أعين الرقابة في وقت تبقى فيه صحة المواطن على المحك.