يفتح ملف سقوط الطائرة الاسبانية "ماكدونال 83" المؤجرة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية من قبل الشركة الاسبانية سويفت اير، ملف تسيير الشركة العمومية للطيران ويعيده إلى الواجهة من جديد، خاصة ملف الطائرات المؤجرة ومعايير تأجيرها خلال المواسم الصيفية والسياحية ومواسم الحج والعمرة، حيث قامت الجوية بتأجير 5 طائرات من الحجم الكبير لضمان نقل الحجاج إلى البقاع المقدسة، في انتظار تأجير طائرات أخرى وبرمجة رحلات إضافية لمواجهة الطلب على النقل الجوي خلال موسم الاصطياف الذي يتزامن مع عودة المغتربين إلى أرض الوطن بعد نهاية شهر رمضان مباشرة لقضاء ما تبقى من العطلة الصيفية. كما تنتظر الجوية الجزائرية وصول 16 طائرة تم اقتناؤها لتعزيز اسطولها خاصة بعدما تم تخصيص ما يقارب تخصيص 400 مليون يورو لتحديث الأسطول الذي يحتوي حاليا على 45 طائرة من مختلف الأنواع. وتم استئجار الطائرة التي تحطمت شمال المالي ضمن صفقات أجرت فيها الجوية الجزائرية 5 طائرات من قبل شركات معروفة عالميا من ضمنها شركة "اير آسيا" الماليزية التي أجرت الجوية الجزائرية طائرة من صنف "ايرباص 330 -341 " ستكون في الخدمة إلى غاية 20 سبتمبر، وطائرة "ايرباص 340-300 " التي تم استئجارها من شركة "هيفلاي" المتواجد مقرها بالبرتغال بالرغم وهي شركة أوروبية متخصصة في استئجار الطائرات لفترات طويلة، وستكون حيز الخدمة حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل. أما الطائرة الأخرى التي أجرتها الخطوط الجوية الجزائرية فهي طائرة من طراز "ايرباص 320-233" وهي طائرة تم استئجارها من شركة "آفيون اكسبريس" الليتوانية وذلك حتى 20 سبتمبر المقبل. ويطرح بذلك هذا الحادث مجددا قضية معايير السلامة والأمن بطائرات الجوية الجزائرية، خاصة وأنه جاء في وقت قاتل جدا وفي عز الموسم السياحي الصيفي وقبيل أيام من عيد الفطر والاستعدادات لموسم الحج لسنة 2014، خاصة وأن الجوية الجزائرية قد صنفت في المرتبة 20 عالميا كأسوأ شركة في العالم لم تحصل سوى على علامة 50 من 100، وذكر الموقع الاقتصادي العالمي بزنس انسايدر عن قائمة أسوأ شركة طيران في العالم في الدرجة الاقتصادية، اضافة إلى وضعها في المرتبة ال 58 على الصعيد العالمي من حيث الشعور بالراحة والأمان قبل وأثناء الرحلات الجوية، حسب ما أكده أحدث تقرير للمكتب المتخصص في استشارات الملاحة الدولية "آر فاليد"، والذي استند في تقريره على آراء وملاحظات الركاب والمسافرين على متن شركات الطيران الدولية وهو ما يضع الجوية الجزائرية محل شك دائم وسيتسبب في خسائر فادحة للشركة العمومية، تضاف إلى قائمة الخسائر التي تكبدتها الشركة خلال السنوات الأخيرة والتي قدرت حسب آخر الأرقام بحوالي 20 مليار دينار والتي تدخل ضمنها دفع ثمن الطائرة للشركة الاسبانية وقيمة التأمينات وجميع التعويضات لعائلات الضحايا ال 116. ويطرح خيار تأجير الطائرة الاسبانية، العديد من التساؤلات، خاصة وزن هذا النوع من الطائرات بحسب ما ورد في الصحافة العالمية ممنوعة من التحليق في المجال الجوي الفرنسي والأوروبي لعدم امتثالها للتوجيه رقم 2002/49/EC بتاريخ 25 جوان 2002 بسبب ارتفاع الضوضاء والإزعاج الذي تصدره هذه الطائرات واستهلاكها الكبير للوقود، إضافة إلى عديد الحوادث التي تسببت بها طائرات ال MD-83، منها حادث MD-83 الاسكا ايرلاينز تحطمت في المحيط الهادي، مما أسفر عن مقتل 83 شخصا في جانفي 2000 وتحطم MD-83 التابعة للشركة التركية Atlasjet في تركيا في نوفمبر 2007، مما أسفر عن مقتل 57 شخصا كل على متنها و3 جوان 2012، حيث تحطمت طائرة MD-83 شركة دانة الهواء في أحد أحياء لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، 159 قتيلا، بينهم ستة أشخاص على الأرض نتيجة عطل في المحرك المزدوج، إضافة إلى كون هذه الطائرة قديمة نوعا ما وكانت قد خضعت خلال ال24 ساعة التي سبقت الحادث إلى عطل فني وتقني.