هددت النقابة المستقلة للممرضين باللجوء إلى الإضراب وشل جميع المصالح الاستشفائية عبر الوطن، في حال تماطلت الجهات الوصية عن إصدار القانون الأساسي الخاص بهذه الفئة من عمال قطاع الصحة، وأكد حميد خوجة المكلف بالتنظيم في هذه النقابة مستقلة عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن وزير الصحة جمال ولد عباس كان قد تعهد لهم شخصيا بالسعي الجاد للإفراج عن وثيقة القانون الأساسي في أقرب الآجال . وأوضح المتحدث في تصريح ل''البلاد'' أمس، أن جمال ولد عباس بعدما عين في منصبه كوزير للصحة دعا مسؤولي النقابة قبل شهر إلى مناقشة موضوع القانون الأساسي المرتقب صدوره، ووعدهم بالحرص شخصيا على صدور القانون الأساسي الجديد بعدما اطلع عليه، مضيفا أن الوزير قال إنه لن يدخر جهدا لتحقيق ذلك حتى لو تطلب الأمر مناشدة الرئيس بوتفليقة من أجل التدخل شخصيا على حد تعبيره، في ظل ما يحمله القانون المرتقب من فرص جديدة للارتقاء بمهنة التمريض من خلال فتح آفاق جديدة لمواصلة الدراسة على مستوى الجامعات تحت مضلة نظام ''أل أم دي''. في سياق متصل، كشف خوجة، أن القانون الأساسي الجديد المرتقب صدوره كان ضحية تماطل إداريين على مستوى وزارة الصحة قال إنهم حرصوا على تأخير صدوره باعتبار أن ما سيأتي به من مواد سيعصف بمصالحهم الشخصية المتعلقة بالاستثمار في مجال التمريض على غرار فتح مدارس للتكوين شبه طبي وهو ما يدر عليهم أموالا طائلة، فضلا عن الرفض القاطع للمتحكمين في المسار المهني للممرض في الجزائر والمتمثلين في الأطباء وذلك منذ الاستقلال، الأمر الذي حال بحسبه دون التفكير في الارتقاء بمهنة التمريض على غرار بلدان العالم الأخرى، مما تسبب في تراجع مستوى الممرض رغم كونه حجرا أساسيا في النظام الصحي بالجزائر. وكشف خوجة أن قيادة النقابة المستقلة للممرضين فضلت أن تمهل الوزير الوقت الكافي للوفاء بوعوده قبل أن تتخذ قرار التصعيد. فيما بدأت العديد من النقابات المحلية على مستوى الولايات في التهديد بالدخول في إضرابات مفتوحة تأسيا بالمعلمين ومختلف موظفي سلك التعليم الذين أتت حركتهم الاحتجاجية ثمارها في الحصول على حقوقهم خلافا للممرضين الذين لازالوا يتقاضون أدنى الأجور رغم الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها والمخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها فضلا عن قلة عددهم مقارنة بالبلدان الأخرى، حيث تحصي وزارة الصحة ما يقارب 100 ألف ممرض لقرابة 36 مليون جزائري بينما يزيد عددهم مثلا في فرنسا عن 800 ألف ممرض ل 60 مليون فرنسي.