أعربت فرنسا أول أمس، عن أملها في إيجاد تسوية سياسية عادلة ودائمة ومقبولة في إطار الأممالمتحدة من قبل طرفي النزاع في الصحراء الغربية، واعتبر الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية خلال عقد مؤتمر صحفي، أن إنهاء النزاع القائم في الأراضي الصحراوية ضروري لضمان استقرار وأمن واندماج المغرب العربي، مضيفا أن باريس تثمن مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ''كريستوفر روس'' بغرض إحراز تقدم واضح في المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. مؤكدا أن باريس ترى أن التسوية السياسية للنزاع الصحراوي لن تكون إلا عن طريق المفاوضات بين طرفي النزاع. وتعد تصريحات الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، تغيرا جوهريا في المواقف الفرنسية، وتراجعا واضحا عن دعم المقترح المغربي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربيةالمحتلة، في حين تسعى جبهة البوليساريو لإجراء استفتاء تقرير المصير وفقا لقوانين الأممالمتحدة المؤكدة على حق الشعوب في تقرير مصيرها. ويأتي تصريح الناطق الرسمي للكيدورسي، بعد أيام قليلة فقط على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، والذي عزف فيه هذا الأخير على نغمته المعتادة بتوجيه الاتهام للجزائر بعرقلة مسار اتحاد المغرب العربي، وهو ما يمثل خطوة إضافية لتوتير العلاقات بين الجزائر والرباط التي مافتئت تحاول عبثا إدخال الجزائر كطرف أساسي في النزاع وهو ما ترفضه الجزائر باعتبارها ترى أن المكان الطبيعي لحل المسألة هو منظمة الأممالمتحدة باعتبار أن القضية تتعلق بتصفية آخر استعمار تشهده القارة الإفريقية. وفي السياق ذاته، طالب مجلس الشيوخ الأمريكي من كتابة الدولة للخارجية، إعداد تقرير حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية خصوصا مع تزايد حالات الخروقات الإنسانية التي يرتكبها المخزن في حق المناضلين الصحراويين، وذلك في مراسلة توجهت بها لجنة المخصصات في المجلس تقضي بتقديم التقرير في ''أجل لا يتعدى 45 يوما من تاريخه، تفصل فيه الخطوات المتخذة من طرف الحكومة المغربية خلال الأشهر ال12 الماضية بخصوص حقوق الإنسان''. ، وتعد هذه اللجنة من أكبر لجان مجلس الشيوخ الأمريكي مكونة من 29 عضوا، وقد طالبت بأن يشمل التقرير الحريات التي ''تسمح للأفراد بالدفاع بكل حرية عن آرائهم بخصوص وضعية ومستقبل الصحراء الغربية عبر ممارسة حقهم السلمي في التعبير وفي تشكيل الجمعيات وفي توثيق انتهاكات حقوق الإنسان دون أن يتعرضوا للمضايقات''. ويأتي اهتمام مجلس الشيوخ الأمريكي بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية على خلفية التقارير الدولية الصادرة مؤخرا التي تتهم المغرب بانتهاك حقوق الإنسان في المنطقة، كما أعرب رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيس برلمان أمريكا اللاتينية، السيد ''خورخي بيثارو'' عن انشغاله إزاء انتهاكات حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية وذلك خلال لقائه مع الدبلوماسيئ الصحراوي محمد ازروك لعروضي بالشيلي.