"حماس": بدء الاحتلال التحقيق في إخفاقات الحرب اعتراف بالهزيمة الاحتلال يحاول الحصول على انتصار سياسي بعد الفشل العسكري. أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن بدء لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية التحقيق في إخفاقات الحكومة الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة هو اعتراف رسمي بالهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية.وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح اليوم الثلاثاء "إن بدء لجنة الخارجية والأمن التحقيق في إخفاقات الحرب على غزة هو اعتراف رسمي بالهزيمة الإسرائيلية أمام المقاومة".وكان قد أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي أن اللجنة ستحقق في إخفاقات وفشل الحرب على غزة، من قبل الجيش ومتخذي القرار، وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. ومن جهته، تساءل المحلل العسكري الإسرائيلي رونين بيرجمان في افتتاحية الرأي التي كتبها لصحيفة نيويورك تايمز أمس: "كيف انتصرت حماس على إسرائيل؟"، معتبرًا أن عدد القتلى والقدرة التدميرية للسلاح ليس المقياس الوحيد في تقرير الطرف المنتصر في الحرب، وإن المقياس الحقيقي يستند إلى المقارنة في قدرة طرفي القتال على تحقيق أهدافه قبل الدخول في الحرب وما تحقق من هذه الأهداف بعد انتهاء الحرب. وفي ضوء تلك المقارنة سنجد أن حماس هي المنتصر في حرب غزة. واستطرد بيرجمان: إن حماس بدأت الحرب لأنها كانت في وضع سيئ على إثر تردي علاقاتها من مصر وإيران، لكنها لم تلبث أن أصبحت مع اندلاع الحرب الطرف الذي يحدد أمد تلك الحرب برفضها لمرات عدة وقف إطلاق النار، إضافة إلى القدرة التي أبدتها في مواصلة إطلاق الصواريخ على غالبية أراضي إسرائيل بالرغم من تركيز سلاح الجو الإسرائيلي على استهداف مواقع إطلاق الصواريخ. وأضاف أن حماس شنت أيضًا حملة ناجحة ضد الهجوم البري الإسرائيلي مستهدفة القوات الإسرائيلية وأوقعت خسائر جسيمة في صفوف تلك القوات بلغت على الأقل 5 أضعاف عدد القتلى في الحرب السابقة "الرصاص المصبوب"، إلى جانب استخدامها الأنفاق بنجاح في اختراق الأراضي الإسرائيلية وزرعها الرعب في صفوف الإسرائيليين، وهو ما يعني أن إسرائيل دفعت ثمنًا باهظًا في حرب غزة وبما جعل الجيش الإسرائيلي يضطر للانسحاب دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. واستطرد بيرجمان: الآن يضع الجيش الإسرائيلي هدفًا جديدًا من أهداف حربه على غزة، وهو نزع سلاح حماس في مقابل إعادة إعمار غزة وهو يعلم جيدًا أنه هدفً بعيد المنال. وفي الإجابة على السؤال الذي طرحه في افتتاحيته حول السر في تمكن حماس من تحقيق الانتصار في تلك الحرب يقول بيرجمان: إن السر يعود بالدرجة الأولى إلى استفادتها من الدروس التي تعلمتها من هزائم إسرائيل السابقة وأيضًا من أخطائها أي حماس في الحربين السابقتين وهو ما تمثل في اتخاذها تدابير صارمة منذ العام 2012 لمكافحة التجسس وتجنب المراقبة الالكترونية الإسرائيلية، الأمر الذي اتضح في نقص المعلومات لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حول مدى وحمولة صواريخ حماس الجديدة وأماكن تخزينها وإطلاق تلك الصواريخ بأجهزة التحكم عن بعد. ويضيف بيرجمان أن هناك عوامل أخرى ساهمت في تحقيق حماس النصر في معركة غزة يأتي في مقدمتها قيامها بالاستعداد لتلك الحرب التي كانت متوقعة باستبدال قادتها المدنيين بقادة جدد، وتطويرها عقيدة حرب المدن لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الإسرائيليين وأيضًا لتوفير الحماية لقيادتها العليا من الاغتيال، وبنائها شبكة واسعة من الأنفاق المؤدية إلى الأراضي الإسرائيلية، إلى جانب تشكيلها فرقة من الضفادع البشرية لشن هجمات بحرية على إسرائيل.