مفاجأة غير سارة كانت تنتظر الصحافة الجزائرية عند وصولها إلى إثيوبيا وبالتحديد في العاصمة أديس أبابا وذلك لتغطية المواجهة الرسمية الأولى للخضر في تصفيات أمم إفريقيا 2015، حيث تفاجأ الصحافيون الجزائريون بما في ذلك "البلاد" التي كانت تستعد لتغطية المباراة الأولى للناخب الوطني كريستيان غوركوف بعد أن طالبت السلطات الإثيوبية بتأشيرة للدخول إلى أراضيها أو دعوة من طرف الاتحادية الإثيوبية لكرة القدم فيما يخص اللقاء، وهو الأمر الذي لم يفهمه الصحافيون، خاصة أن الجميع كان يظن أن التأشيرة في العاصمة الإفريقية يمكن وضعها مباشرة عند الوصول إلى المطار الدولي في أديس أبابا، لا سيما مع تواجد كشك خاص لهذا الأمر وذلك بتسديد مبلغ مالي معين قد يصل إلى 20 أورو لكن هذا الكشك لم يخدمنا، حيث كانت هنا المفاجأة الجديدة بأنه ليس معنيا ببلد مثل الجزائر رغم أننا ننتمي إلى نفس القارة، في حين أن جنسيات أخرى مرت مرور الكرام وبدون أية مشاكل وذلك بتسديد نفس المبلغ المالي وهو الأمر الذي دفعنا إلى البقاء في المطار الدولي ليوم كامل رغم قدوم مصالح السفارة الجزائرية في أديس أبابا وذلك ساعة فقط بعد أن حطت الطائرة لكن حضورها لم يغير في الأمر شيئا رغم أن السلطات في المطار أخذت كل البيانات الخاصة بالصحافيين التسعة الذين تواجدوا في المطار وحتى جوازات السفر التي أخذها أحد المساعدين في السفارة الجزائرية من أجل اتخاذ جميع الإجراءات مع وزارة الخارجية، وهو الأمر أيضا الذي لم يغير في الأمر شيئا. مصالح السفارة في أديس أبابا تحركت لكن المعاملات كانت بطيئة جدا بالموازاة مع ذلك، فإن مصالح السفارة الجزائرية في أديس أبابا التي تواكب حدث مباراة الجزائر وإثيوبيا قد وصلت مباشرة إلى مطار أديس أبابا أول أمس وحاولت الحديث مع السلطات على مستوى المطار حتى يوجد حل لهذا الأمر، لكن المسؤولين في المطار لم يرغبوا في فهم الأمر. بالمقابل، توصلت السفارة لحل هو أخذ جوازات سفر الصحافيين وإرسال الأسماء إلى وزارة الخارجية للحصول على تأشيرة جماعية لكن الأمر بقي على حاله ولم تتحرك الأمور كثيرا. الصحافيون ناموا في المطار في صورة يندى لها الجبين وللتأكيد على المعاناة التي عاشتها الصحافة الجزائرية، فإن ممثليها الذين حضروا لتغطية مباراة الجزائر وإثيوبيا ناموا جلهم في المطار مع مشكل التأشيرة الذي طفى على السطح في صورة يندى لها الجبين أمام صمت رهيب ورغم كل محاولاتنا التي قمنا بها حتى نحرك الأمور في الاتجاه الإيجابي، إلا أن ذلك لم ينفع أمام تعنت السلطات من جهة وعجز السفارة الجزائرية في أديس أبابا عن إيجاد مخرج لهذه المعضلة لتبقى الصحافة الجزائرية الخاسر الأكبر في كل هذه الأمور وكان همها الوحيد تقديم صورة واضحة عن خرجة الخضر أمام إثيوبيا في كأس أمم إفريقيا. الصحافة الجزائرية تستنكر صب جل الصحافيين الذين وقعوا في هذا المشكل جام غضبهم على السلطات الإثيوبية التي تمارس على ما يبدو ضغطا على الجزائريين قبيل المباراة الافتتاحية في تصفيات أمم إفريقيا 2015، خاصة عندما علمت أن الأمر يتعلق بالصحافة الجزائرية، وهو الأمر الذي لم يعجب كثيرا الصحافة الجزائرية الحاضرة هنا في إثيوبيا، خاصة أن السلطات المحلية لا تتعامل بالمثل مع بقية البلدان التي يكفي مواطنوها الوصول إلى أديس أبابا ووضع التأشيرة في المطار وذلك بتسديد مقابل مالي، عكس الجزائريين الذين لا يدخلون في هذه الحسابات على ما يبدو رغم أن الجزائر كانت ولا تزال الداعمة الأولى للبلدان الإفريقية. وأخيرا الفاف تتدخل ويتم تسوية الأمر بعد 13 ساعة من الاحتجاز بعد الاتصالات الهاتفية العديدة التي قمنا بها هنا وهناك، شهدت بوادر الأزمة الانفراج عقب تدخل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي اتصلت بنظيرتها الإثيوبية وتم معالجة الأمر بعد قيام هذه الأخيرة بتسوية الأمور مع سلطات بلادها، حيث تم السماح بدخول الصحافيين الجزائريين إلى الأراضي الإثيوبية للانصراف إلى أداء مهامهم بعد العراقيل المجحفة التي واجهتهم من قبل السلطات الإثيوبية، على أمل أن لا يكون هناك المزيد من العراقيل خلال الساعات القادمة التي ستسبق مواجهة المنتخب الوطني ضد نظيره الإثيوبي.