واصل المغرب، سياسة الهروب من زيارة المبعوث الأممي لقضية الصحراء الغربية كريستوفر روس، متخوفا من نقل القضية من الفصل السادس إلى السابع، وتشير تقارير مغربية إلى أن وزير الخارجية محمد زروار يرفض زيارة المبعوث الأممي للصحراء الغربية إلى المغرب في تهرّب واضح من النقاش الدائر في الأممالمتحدة حول القضية التي باتت تؤرق المخزن بعدما حصدت في السنتين الأخيرتين انتصارات دبلوماسية في دول شمال أوروبا وفي أمريكا اللاتينية، حيث أوصى البرلمان البرازيلي رئيسة البلاد بالاعتراف بشرعية جبهة البوليساريو في تمثيل الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره. هذه المستجدات أربكت النظام المغربي الذي يعمل على تحويل الأنظار من القضية الصحراوية التي تعنى بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره إلى إثارة مشاكل حادة مع المبعوث الأممي الذي حرص منذ تعيينه على العمل وفق المهام التي تخولها له الأممالمتحدة والتي تخص حماية الشعب الصحراوي والصحراويين الناشطين في المغرب من انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرف تصاعدا من قبل الأمن والمخزن المغربيين، في محاولة لكتم أصوات المطالبين بالاستقلال، وإنهاء السيطرة المغربية التي حأولت طمس معالم الامتداد التاريخي للشعب الصحراوي في المنطقة، حيث سبق للمغرب أن حاول الضغط على المبعوث الأممي باستعمال شتى الوسائل خلال الزيارة التي قادته قبل عامين للمنطقة دون جدوى، كما أن الملك محمد السادس طار إلى نيويورك لاستباق زيارة روس على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إذ يحاول محمد السادس ممارسة ضغوط إعلامية على المبعوث الأممي بطرح القضية أمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون الذي يسعى لإعادة قطار المباحثات حول الصحراء الغربية بعد تزايد الاهتمام الدولي بهذا الملف وإخراجه من التماطل المغربي الذي يعطل في كل مرة مسيرته.وتعمل السلطات المغربية الغارقة هذه الأيام في فضائح وزير الخارجية محمد مزوار مع الفرنسيين على إثارة زوبعة إعلامية ودبلوماسية ضد المبعوث الأممي كريستوفر روس بغرض التماطل وتشتيت انتباه الرأي العام تجاه القضية الحقيقية، وهي الحق في تقرير المصير. وعلى ذكر وزير الخارجية المغربي، نشير إلى أن مصادر إعلامية فرنسية أثارت أمس الأول فضيحة رسالة وزير الداخلية الفرنسي لوزير الخارجية المغربي يخبره فيها أن طلبه الخاص بإيجاد منصب عمل لابنته قد أخذ بعين الاعتبار، هذه الرسالة أثار حولها الفرنسيون موجة من التعاليق والسخط ضد حكومة فرانسوا هولاند، معتبرين أن هذا عبث بمصالح الفرنسيين، وهو ما اعتبره المغاربة في تعاليقهم فضيحة بكل المقاييس اضطرت معها الحكومة المغربية إلى إخراج الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية من الظل إلى الواجهة لتسيير الشأن الخارجي بدلا من محمد مزوار إلى حين مرور العاصفة.