أدانت العديد من الأحزاب السياسية الجزائرية، عملية الاغتيال التي تعرض لها الرهينة الفرنسي غورديل بيار هارفي، الذي تم اختطافه مساء الأحد الماضي في منطقة تكجدة، من قبل "جند الخلافة" التابعة لما يعرف بتنظيم داعش ليتم اغيتاله في ظرف 24 ساعة بعد اختطافه. وأجمعت الطبقة السياسية في الجزائر على وجود مساع أجنبية لهز أمن واستقرار الجزائر، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها منطقة الساحل، إضافة إلى الرغبة في تحقيق مساعيها في المنطقة. واستنكر حزب جبهة التحرير الوطني، عملية اغتيال الرعية الفرنسية المختطف، غوردال بيار هارفي، واعتبرها عمل جبان وجريمة بشعة، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني تلقي نبأ الاغتيال ب«كثير من الحزن والأسى". يضيف البيان في هذه الظروف الصعبة، "لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتعازي الخالصة لأفراد عائلة الضحية وأقاربه، معبرين عن تضامننا التام ومشاطرتنا لآلامهم مع مواساتنا لهم في هذه المحنة". من جهته، اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري قتل الرهينة الفرنسية بمثابة مؤامرة على الجزائر، وحسب رسالة نشرها مقري على موقعه في صفحات التواصل الاجتماعي، فإن الجزائر لن تستطيع إرضاء القوى الدولية مهما قدم لها من امتيازات فهي قوى استعمارية جشعة، مشيرا إلى خطط فرنسا في احتلال الجزائر. «نتذكر مرحلة الرجل المريض في تاريخ الدولة العثمانية حينما ضعفت وبدأت تقدم امتيازات كبرى للقوى الاستعمارية فانقلبت عليها وابتلعتها، وكذلك قبيل الاحتلال الفرنسي للجزائر حينما كانت الجزائر تقدم امتيازات لفرنسا "قصة القمح" فلم يرض ذلك الفرنسيين واحتلوا الجزائر". كما أدانت حركة البناء الوطني على لسان أمينها العام أحمد الدان عملية اغتيال الرهينة الفرنسي، مشيرة إلى أن ما وقع هو عمل أجنبي مدبر القصد من ورائه تشويه صورة الجزائر واستغلالها في حرب إقليمية بالمنطقة في إشارة إلى الحرب بليبيا، التي تريد باريس خوضها بعتاد عسكري جزائري . وأضاف بيان حركة البناء الوطني أن الجزائر اليوم أصبحت على أبواب العودة إلى مربع الأزمة الأول بفعل أجندات خارجية تستبيح الأرض وتحولها إلى مسرح لتصفية الحسابات وتمرير المصالح والملفات المشبوهة في المنطقة، وتريد أن تزج بالجزائر في أتون معركة إقليمية تستنفذ بها مقومات الدولة وتدفع بها إلى صرف مخزونها المالي الذي يسيل له لعاب العديد من الجهات وقالت حركة البناء الوطني إنها تستنكر الإرهاب مهما كان مصدره وأسبابه وعبرت عن تضامنها مع أهالي وذوي ضحايا الرعية الفرنسي، وترى الحركة أن ما يحدث هو "مؤشر ومقدمة مقلقة على مستقبل البلاد التي ذاق شعبها مرارة أيام العنف والإرهاب والدماء"، ودعت حركة البناء الجزائريين للتضامن، لكي لا تتاح الفرص مرة أخرى للاصطياد في الماء العكر، وشددت على ضرورة التحلي باليقظة المجتمعية من أجل التعبئة الجماعية لعزل الإرهاب وكل محاولات استنساخه دعوة الأئمة والدعاة والعلماء إلى القيام بدورهم من أجل توعية الشباب وتحذيرهم من مخاطر انزلاق البلاد في مستنقع التطرف والإرهاب. وقال بن فليس في بيان له، إن عملية الاغتيال تعكس المخاطر التي تحيط بالجزائر وهو عمل "يأتي ليذكرنا أن الإرهاب الهمجي لا يزال يحدق بنا وأن بلدنا وحتى إن توصّل إلى احتوائه إلى حد كبير، فهو بعيد كل البعد عن أن يكون في مأمن كامل من تهديداته وأخطاره". ودعا بن فليس إلى التحلي باليقظة وضرورة تعبئة المواطنين للتصدي للخطر الإرهابي الذي يحدق بالبلد وبشتى أشكاله الداخلية والخارجية..