رفضت الأممالمتحدة إملاءات مغربية تسعى من خلالها إلى تغيير المبعوث الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن بان كيمون رفض طلبا مغربيا بتغيير المبعوث الأممي روس للصحراء الغربية بشخصية قد تكون منحازة للمغرب، حيث يعود قرار تعيين مبعوث الأممالمتحدة للصحراء الغربية إلى مجلس الأمن الدولي، وتحاول السلطات المخزنية في القصر والبرلمان والحكومة الضغط على الأممالمتحدة وتحريف تصريحات المبعوث الأممي وتأويلها بما يبعث الشك في حياديته تجاه النزاع القائم لعقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية، كما شرعت عدة وسائل إعلام مغربية في نشر ما سمته وثائق تاريخية يشوبها الكثير من التحريف والتزوير هدفها ضرب المواقف الجزائرية وحتى الموريتانية من أزمة الصحراء الغربية. هذا التحريف المغربي الذي أصبح يُطال كل ماله علاقة بملف الصحراء الغربية بعث المزيد من الشكوك الأمريكية في النوايا المغربية، وقد كشفت مصادر المخزن عن غضب أمريكي من التصرفات والمواقف المغربية من قضية الصحراء الغربية، حيث أصبح اللوبي اليهودي الداعم لمحمد السادس في واشنطن يعمل على الزج بمحسوبين على كلينتون في قضية الصحراء لكسب تعاطف أمريكي مع المغرب، وهو ما أدى إلى غضبة أمريكية ترجمها الموقف الأخير والحاسم للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون الذي أعلن أنه ليس من اختصاصه تغيير المبعوث الأممي كريستوفر روس، هذا الأخير الذي يعتبر واحدا من أعمدة الدبلوماسية الأمريكية، الذي قد لا يتردد في اقتراح الذهاب نحو الفصل السابع الذي يفرض حلا أمميا على المغرب، هذا الأخير الذي يسعى لإبقاء النزاع ضمن دائرة الفصل السادس، لكن المغرب لم يقدم للعالم ولا لمجلس الأمن الدولي ما يؤكد حسن نوايا فيما تعلق بالحسم في القضية والذهاب نحو خيار تقرير المصير للشعب الصحراوي عن طريق الاستفتاء في ظل موجة عالمية تتجه نحو الاعتراف الدولي بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ولم تقف ابتزازات المغرب عند حدود محاولة فرض مبعوث أممي خاص بل تحاول الدبلوماسية المغربية إقناع الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة بضرورة إبعاد ملف حقوق الإنسان من مهام المراقبة الخاصة ببعثة المينورسو، لكن كل هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح لأن المغرب فشل في ربط لقاء بين محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثلما فشل في إقناع بان كيمون بقمة مع محمد السادس تخصص لملف الصحراء الغربية، وعليه فقد ألغى ملك المغرب زيارته التي كانت مبرمجة لنيويورك واكتفى بالسياحة البحرية في الأقاليم الساحلية التي كشفت عنها البحرية الإسبانية منتصف الشهر الماضي عندما فتشت يخته الملكي هناك وهو ما اعتبر إهانة بالغة للملك وللمغرب. ع. بارودي