الإقتراح المغربي حول الحكم الذاتي لا يمكن أن يشكل الأرضية الوحيدة في المفاوضات أكد السفير الأمريكي بالمغرب سامويل كابلان أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن الاقتراح المغربي الخاص بالحكم الذاتي لا يمكن أن يشكل الأرضية الوحيدة في المفاوضات من أجل ايجاد حل لنزاع الصحراء الغربية. و أوضح الدبلوماسي الأمريكي في معرض ندوة متبوعة بنقاش نظمت بالدار البيضاء عشية نهاية مهمته التي بدأت سنة 2009 بصفته سفيرا للولايات المتحدة بالمغرب، أن الأممالمتحدة و الولاياتالمتحدة تعتبران أن الاقتراح المغربي حول الحكم الذاتي لا يمكن أن يشكل الأساس الوحيد في المفاوضات بين طرفي النزاع المغرب و جبهة البوليزاريو. و قال السفير الأمريكي أنه لم يزر أبدا الصحراء الغربية لأنها لا تزال تصنف من طرف منظمة الأممالمتحدة كإقليم دون سيادة. و تأتي تصريحات السفير الأمريكي التي فاجأت المخزن و أثارت صدمة لدى كبار المسؤولين المغاربة، قبل أيام قليلة من عرض تقرير المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس في 22 أفريل الجاري على مجلس الأمن بشأن نتائج جولته الاقليمية الأخيرة التي قادته إلى كل من المغرب و الصحراء الغربية لاسيما مدينتي العيون و الدخلة المحتلتين، و كذا الجزائر و موريتانيا بصفتهما بلدين مجاورين و ملاحظين في مسار المفاوضات بين طرفي النزاع تحت اشراف الأممالمتحدة. و كان السفير الأمريكي قد أكد غير ما مرة للصحافة المغربية أن ملف الصحراء الغربية لا يزال يخضع لمسؤولية الاممالمتحدة. وقال في حديث للمجلة المغربية " تيل كيل" في نوفمبر الماضي " يجب أن تتذكروا أننا نعمل تحت راية الأممالمتحدة". و في رده عن سؤال حول الدور الذي يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة من أجل قبول المخطط المغربي الخاص بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية، رد السفير الأمريكي بصريح العبارة أن بلده يعمل تحت اشراف الأممالمتحدة و أن المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس ليس مبعوث الولاياتالمتحدة بل الأممالمتحدة.كما كان السفير الأمريكي قد أكد بعد القرار الذي اتخذه المغرب في ماي 2012 و المتمثل في سحب الثقة من كريستوفر روس بذريعة أن قرارات هذا الأخير " متحيزة و غير متزنة و أن سلوكاته المتناقضة بعيدة عن الخطوط العريضة المسطرة من طرف المفاوضات على مستوى مجلس الأمن"، قد أكد أن بلده يساند و يدعم المبعوث الأممي إلى غاية نهاية مهمته، و يدعم أيضا المسار الأممي الذي يعد كريستوفر روس جزء منه، و ذلك بهدف التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية.و تعبر تصريحات السفير الامريكي عن تطور نوعي في موقف واشنطن من قضية الصحراء الغربية، و الذي يعد امتدادا لموقف سابق أبدت فيه الولاياتالمتحدة رغبتها في أن تتمكن الأممالمتحدة من إجراء تحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. و أوضح الوفد الأمريكي المشارك في المفاوضات حول النزاع في الصحراء الغربية أنه سيقدم مشروع تسوية للقضية الصحراوية ل15 دولة عضوا في مجلس الأمن الدولي في اجتماعه القادم ، و من بين ما يطرحه المشروع تحديد مهمة المينورسو في المنطقة احتراما لحقوق الإنسان .و ذكرت تقارير إعلامية أن المغرب ألغى المناورات العسكرية السنوية مع الولاياتالمتحدة لهذا العام، بسبب اقتراح واشنطن قيام بعثة الأممالمتحدة الخاصة بالصحراء الغربية بمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، وهو ما رفضته الرباط رفضا قاطعا. وقال مسؤول أمريكي إن الاقتراح ورد في مشروع قرار معروض على مجلس الأمن، ووزعته واشنطن على ما يسمى ب "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية". و كانت الولاياتالمتحدة قد قدمت مؤخرا مساعدات إلى اللاجئين الصحراويين بقيمة 7 ملايين دولار.و يربط بعض المراقبين بين التغير الحاصل في الموقف الأمريكي و بين تزايد المعطيات حول دور مشبوه للمغرب في الساحل بخصوص تنسيق مع بعض النشاطات الإرهابية، و مؤخرا أوقفت أجهزة الأمن الأمريكية مشتبها من أصل مغربي في قضية إرهاب. من جهتها تتهم الحكومة الصحراوية المغرب بتشجيع الجماعات الإرهابية وعلى وجه التحديد جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.