يشهد سوق الإسمنت في ولاية الشلف، استقرارا نسبيا في الأسعار، بعدما ميزت الساحة التجارية توترات كبيرة كادت تقضي على مشاريع البناء وتعطيل وتيرة التنمية بسبب المضاربة الكبيرة في السوق السوداء، حيث انخفض سعر كيس 50 كلغ إلى 400 دج لدى بائعي بالتجزئة بعدما جاوز 650 دج إلى وقت قريب· ويرى بعض المراقبين لسوق الإسمنت أن هذا الانخفاض في الأسعار قد يحمل طابعا ظرفيا، ما لم يكن هناك تطور في العرض في انتظار استئناف جل مؤسسات أشغال البناء مشاريعها المبرمجة في إطار البرنامج الخماسي الجديد لدعم النمو· واعتبر مصدر مسؤول في مصنع إسمنت الشلف هذا الانخفاض المباشر في الأسعار، نتيجة زيادة القدرات الإنتاجية للمصنع التي تجاوزت عتبة 7000 طن في اليوم، تسوق بسعر لا يتخطى سقف 300 دج للكيس من 50 كلغ، ووصف الأزمة الماضية بالمفتعلة من قبل بارونات المضاربة في السوق السوداء بمجرد شروع المصنع في صيانة أفرانه وبعض وحداته الإنتاجية من أعطاب طالته، مضيفا أنه بمجرد إغلاق وحدات إنتاجية ترتفع البزنسة في السوق السوداء، وتحصل المضاربة حتى ولو كانت مادة الإسمنت متوفرة بالقدر الكافي·في السياق ذاته، قامت المديرية العامة لمصنع إسمنت الشلف باتخاذ إجراءات ميدانية للحد من التوتر توفير المادة الحيوية بسعر معقول، حيث سيتم فتح مركز جديد يضم نقطة بيع داخل مصنع الإسمنت في المنطقة الصناعية على بعد 7 كلم غرب مدينة الشلف، ووفقا لتصريحات المدير التجاري لذات المؤسسة، فإن المركز المرتقب تدشينه سيكون مخصصا لبيع الإسمنت لمشاريع البناء الذاتي· وكانت هذه التجربة قد حققت نجاحا باهرا في ولايات مجاورة شريطة التزام كل مواطن بتقديم رخصة بناء لتسهيل عملية الحصول على الإسمنت، وهي العملية التي تراهن عليها المؤسسة لتجاوز عقبات السوق السوداء التي رسمت صورة قاتمة على مصنع الإسمنت وحالت دون تطوير مشاريع التنمية المحلية·