كشفت بعض المصادر من محيط وزارة الثقافة أن خليدة تومي تدارست مع مستشاريها خلال الأسابيع الماضية قرارا يمنع بموجبه المثقفون المصريون ودور النشر المصرية دون استثناء، من المشاركة في أي تظاهرة ثقافية تنظم بالجزائر، سواء اعتذر هؤلاء عما بدر منهم خلال الأشهر الماضية، أو لم يعتذروا. وتأتي خرجة السيدة تومي التي كانت متوقعة وتحصيل حاصل، في الوقت الذي وضع فيه محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب إسماعيل أمزيان حدا للعديد من التكهنات المتعلقة بمصير ''الفراعنة'' ومثقفيهم حينما قال إنه ''قرر'' منع دور النشر المصرية من المشاركة في التظاهرة وعدم توجيه الدعوة لأي منهم؛ حيث أن الرجل لا يمكن أن يتخذ قرارا كهذا منفردا إلا إن كانت وزيرة الثقافة خليدة تومي التي عينته، من أوعزت له بذلك. والمثير في الأمر أن أمزيان قال أياما قبيل تنظيم مهرجان الأدب وكتاب الناشئة الأخير، وهو محافظ له، إنه وجه دعوات للعديد من دور النشر المصرية للمشاركة، كونه لا يستطيع اتخاذ قرار بالمقاطعة والعلاقات السياسية بين الجزائر ومصر لا تزال قائمة، وإن مصر ليست إسرائيل، وهو الموقف الذي انقلب رأسا على عقب مع اقتراب موعد تنظيم المعرض الدولي للكتاب؛ حيث بادر الرجل إلى اتخاذ قرار الاستبعاد، وهنا تبرز ثلاث احتمالات لا رابع لها؛ الأول أن يكون أمزيان قد تعرض إلى لوم شديد من طرف الوزيرة تومي بعدما وجه دعوات إلى المصريين لحضور مهرجان أدب وكتاب الشباب الذي لم يشارك فيه المصريين أصلا، فآثر استباق الأمر واتخاذ ''قرار آلي''. أما الاحتمال الثاني فهو أن الوزيرة تومي تكون قد أمرت محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب ب''تحاشي'' دعوة المصريين للمشاركة في الطبعة الخامسة عشر للتظاهرة التي تنظم بداية من ال 26 أكتوبر القادم، إلى غاية استتباب الأمور وعودة المياه إلى مجاريها، غير أن الاحتمال الثالث يبدو الأكثر منطقية، حيث أن الوزيرة تومي تكون قد قررت نهائيا مقاطعة المصريين إلى الأبد سواء اعتذروا أو لم يعتذروا، والدليل على ذلك أن العديد من التظاهرات التي نظمت مؤخرا شهدت استبعادا للمصريين، كما أن ''ليالي المديح والإنشاد الديني'' التي تحتضنها ''قاعة الأطلس'' بالعاصمة هذه الأيام، استبعد فيها المصريون على خلاف المواسم السابقة، ويضاف إلى كل ذلك أن المهرجانات الأخيرة التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام على غرار ''جميلة'' و''تيمقاد'' استبعدت فيها الأسماء المصرية أيضا رغم دعوات العديد من الأطراف إلى ''تطبيع العلاقات الثقافية'' مجددا، غير أن هذه الدعوات قوبلت فيما يبدو، بقرار حاسم من وزيرة الثقافة خليدة تومي التي قررت ''رد الاعتبار''، وهو مايعني بالمحصلة أن المصريين سيمنعون من المشاركة أيضا في تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ,''2011 وسيستمر هذا المنع مادامت خليدة تومي موجودة على رأس وزارة الثقافة.