نوبات إغماء وذعر بين المسافرين وتدافع في المستشفيات لقيت إمراة في الخمسينات من عمرها حتفها صباح أمس وجرح أكثر من 90 آخرين في انحراف قطار متوجه من محطة أغا بالجزائر العاصمة نحومحطة الثنية في ولاية بومرداس، صباح أمس الأربعاء، ووقع الحادث في حدود الساعة الثامنة صباحا عند مدخل محطة حسين داي، حيث أشارت التقديرات الأولية لأسباب الحادث، حسب ما استقته "البلاد" من مصدر من الحماية المدنية إلى السرعة الكبيرة التي كان يسير بها القطار في منطقة معروفة بخطورتها، حيث تتقاطع فيها خطوط نقل السكك الحديدية التي تنقل السلع من ميناء الجزائر من جهة وأخرى المتوجهة إلى الأرصفة المتعددة في محطة حسين داي. في حين أعلن المدير العام للمؤسسة الوطنية للنقل عبر السكة الحديدية، ياسين بن جاب الله، فتح تحقيق في القضية. وعلى ضوء الحادث ولحظات بعد وقوعه، تنقلت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان، حيث قامت بإجلاء الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات العاصمة، لاسيما مستشفى بارني بحسين داي ومستشفى مصطفى باشا الجامعي، قبل أن يعلن المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية الرائد سفيان بختي عن آخر حصيلة للضحايا والجرحى في حدود الساعة التاسعة و40 دقيقة بوفاة امرأة في الخمسينات من العمر تم انتشالها من القطار وتسجيل العشرات من الجرحى، منهم 12 في حالة خطيرة، 4 نقلوا إلى مستشفى مصطفى باشا و8 إلى استعجالات مستشفى بارني بحسين داي. من جهته تنقل الوزير الأول عبد المالك سلال على جناح السرعة لمعاينة مكان الحادث دقائق بعد وقوعه قبل أن يتنقل رفقة وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وأعطى تعليمات صارمة بضرورة التكفل الحسن بالجرحى وأهاليهم وتعليق قائمة بأسماء المتضررين عند مدخل قاعة الإستعجالات المختصة في احتواء الكوارث على مستوى المستشفى الجامعي الذي شهدت توافدا كبيرا لأهالي الضحايا للاطمئنان على ذويهم وبعض المتطوعين الذين هبوا للتبرع بدمائهم. ونوه وزير الصحة بالعمل الذي قام به الأطباء المشرفين على الحالات التي وصلت مستفيات بارني ومصطفى باشا الجامعي، حيث رفض الأطباء ممن انتهت ساعات عملهم مغادرة قاعات العلاج، وفضلوا متابعة مهامهم رفقة زملائهم، في الوقت الذي خصصت فيه المؤسسة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية رقما أخضر لتمكين عائلات المسافرين من الاطمئنان على أقاربهم، وفي حدود الساعة العاشرة صباحا غادر عشرات الجرحى المستشفى للعودة إلى منازلهم، بعد أن ثبت أنها حالات بسيطة ولا تستدعي المراقبة الطبية. فيما عكفت مصالح الطب النفسي على مساعدة بعض المسافرين لتجاوز الصدمة التي ألمت بهم ونوبات الذعر التي أصيبوا بها. في حين اصطفت سيارات عشرات الفضوليين على حواف جسر المخرج الشرقي لمنطقة العناصر الذي يطل على مكان الحادثة.