!تتضارب الآراء حول ''قفة'' مواد الاستهلاك لدى الأسرة الجزائرية، ويزيد الأمر تعقيدا في ظل غياب إحصائيات ومعطيات دقيقة حول طبيعة وحجم ونوعية استهلاك الفرد الجزائري، ما يجعل الحديث عن ''القفة النموذجية'' قائما على الاستطلاع والملاحظات التقريبية أكثر منه على الإحصاء العلمي·ورغم ذلك يمكن تحديد متوسط استهلاكي بناء على عدد أفراد الأسرة الجزائرية، وما يتطلبه الاستهلاك الصحي والمتوازن من مواد غذائية، يفترض على الأقل من الناحية النظرية أن يكون ضمن الحصة اليومية للفرد· فإذا أخذنا بعين الاعتبار معطيات الديوان الوطني للإحصاء، الذي كشف أن متوسط عدد الأفراد بالأسرة الواحدة أصبح 5.9 أفراد في السنوات الأخيرة بعد أن كان يقدر ب6.6 أفراد سنة ,1998 فإن القفة النموذجية التي يمكن أن تقتنيها هذه العائلة خلال أسبوع واحد، تتكون من عدة مواد استهلاكية نذكر منها 4 كيلوغرام بطاطا التي بلغ سعرها 35 دج للكيلوغرام الواحد، الفلفل 3 كلغ ب150دج، أما الطماطم فسعرها 50دج تقتني منها حوالي 3 كلغ حسب إحدى ربات البيوت، إضافة إلى البصل والباذنجان والخيار والجزر وغيرها من الخضروات· كما تستهلك العائلة المتكونة من حوالي 6 أفراد ما يقارب 15 بيضة في مدة أسبوع، في حين عرفت أسعار هذه المادة استقرارا نسبيا ب8 دج للبيضة الواحدة· أما السكر فتستهلك منه حوالي 2 كلغ ب160دج، وعلبة قهوة 250 غرام المقدرة ب130دج، إضافة إلى 2 لتر من زيت المائدة المقدرة ب250دج للقارورة الواحدة·أما فيما يتعلق بالفواكه، فلا تستغني أغلب العائلات الجزائرية عن التمر الذي تفطر عليه، اقتداء بسنة الرسول، وقد بلغ سعره 300 دج للكيلوغرام الواحد، بالإضافة لواحد كلغ من العنب، ونفس الكمية من التفاح ب70دج لكل واحد منهما· أما اللحوم الحمراء، فقد لاحظنا إعراض أغلب المواطنين على اقتناء اللحم المجمد الذي بلغ سعره 600 دج للكيلوغرام، في حين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم الطازج 800دج، حيث يفترض أن تستهلك حوالي 2كلغ في الأسبوع، أما اللحوم البيضاء، فقد عرفت ارتفاعا نسبيا، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 350دج وتحتاج الأسرة في المتوسط إلى 2 كلغ، كما أن أسعار السمك من جهته عرفت انخفاضا واستقرارا نسبيا حيث بلغت 200 دج للكيلوغرام من السردين· وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن العائلة المتكونة من حوالي 6 أفراد تصرف ما متوسطه 4500 دج خلال الأسبوع مقابل ''قفة نموذجية'' تلبي الحد الأدنى من المتطلبات الصحية والغذائية لأفرادها · هذا في حين لم تأخذ هذه ''القفة النموذجية'' بعين الاعتبار الحبوب الجافة والعجائن، ومواد قد تعتبر ''كمالية'' لدى بعض العائلات الجزائرية، مثل الزيتون و''الديول'' واللحم المفروم، والمشروبات الغازية والعصائر، بالإضافة إلى بعض مشتقات الحليب كالياغورت، رغم أهميتها في تحقيق استهلاك متوازن وصحي بسبب ضعف قدرتها الشرائية، حيث تكتفي بالمواد الأساسية فقط ·