تحدث الدولي الجزائري كريم زياني المحترف مع نادي عجمان الإماراتي، في حواره الحصري ل"البلاد"، عن عدة أمور تخص المنتخب الوطني ومسيرته الاحترافية، وعن الأسباب التي جعلته يتجنب الحديث لوسائل الإعلام، والعديد من الأمور التي ستكتشفونها في هذا الحوار الحصري لأول مرة. 1- كريم، بداية، شكرا على استقبالك لنا وقبولك دعوتنا لإجراء هذا الحوار، هل لنا أن نعرف سر غيابك الطويل وامتناعك عن الظهور في مختلف الجرائد والتلفزيونات؟ - أهلا بكم، في الحقيقة ليس هناك سر معين في غيابي، بل كل ما في الأمر أنني مللت من طرح الأسئلة نفسها وهي "لماذا لست في المنتخب الوطني ؟"، "هل لديك مشكل مع هذا أو ذاك؟"، فهذه الأسئلة لا تساعد بتاتا على تطوير كرة القدم، ولهذا أفضل تجنب الحديث للصحافيين وعدم ملأ رأسي بمثل هذه الحكايات، لأن عملي لا يقتضي إطلاق انتقادات سلبية أو الحديث بإيجابية عن هذا أو ذاك. 2- أنت الآن في مرحلة العلاج بعدما أصبت مع ناديك عجمان الإماراتي، فمتى يعود كريم إلى المنافسة ؟ - إن شاء الله عن قريب سأعود إلى جو المنافسة، لقد بدأت في الجري وكل شيء على ما يرام والحمد لله، لقد بدأت أسترجع عافيتي بالتدريج، وأتمنى أن أكون مستعدا للعودة، في غضون الأيام المقبلة. 3- هناك العديد من وسائل الإعلام من تحدثت عن نية مسؤولي عجمان فسخ تعاقدهم معك، هل تفند صحة هذه الإشاعات؟ - كل ما قيل كذب وإفتراء، القصة الحقيقية هي أنه يومين قبل انتهاء فترة التحويلات تعرضت لإصابة، فخاف مسؤولي الفريق أن أكون قد تعرضت لتمزق على مستوى الأربطة الصليبية والذي قد يعني أنني سأغيب طويلا عن الفريق، لهذا فكر المسؤولون في استبدالي بلاعب آخر، هذا كل شيء، وأنا مازلت أنتمي إلى فريق عجمان، وكل ما قالته الصحف أكاذيب وأنا الوحيد الذي أقول الحقيقة. هذا يعني أنك ستعود إلى فريقك عما قريب؟ - لا يمكنني العودة إلى فريقي قبل 1 جانفي، لأنهم وضعوا لاعبا آخر في مكاني لذا لا أستطيع العودة حاليا إلى غاية الميركاتو الشتوي. هل تنتظر إلى أن ينتهي عقدك مع الفريق ؟ - لا أدري، لست مهتما بهذه الأمور بتاتا، فكل ما يمكنني أن أتحدث عنه هو أنني سأعود إلى المنافسة بداية من جانفي. كريم، لقد أصبحت من اللاعبين الذين يملكون خبرة في بطولات الخليج، خصوصا أنه سبق لك وأن خضت تجربة احترافية في قطر موسم 2011، كما احترفت في البطولة الإماراتية، فما الفرق بين البطولتين؟ - بلدان الخليج وفرت كافة الإمكانيات التي تجعل اللاعبين في أفضل الظروف، رغم أن البطولات في الخليج ليست ذات مستوى كبير مثلما هو في أوروبا أو غيرها، لكنها تبقى بطولة صعبة، خصوصا أنها تشترط تواجد 3 لاعبين أجانب في الفريق الواحد، إضافة إلى أنه ليس هناك فرق كبير بين البطولة الإماراتية والقطرية، فقط حرارة الجو الشديدة هي العائق. أما باقي الإمكانيات فهي متوفرة. ما هو الشيء الذي احتفظت به خلال مسيرتك الكروية في قطر؟ هل ندمت على خوض تجربة احترافية هناك؟ - لا بصراحة أنا لم أندم أبدا على اختياري، الحمد لله، لقد عشت أشياء جيدة هناك، سواء على مستوى حياتي الشخصية أو المهنية، لأن كل ظروف العمل الناجح متوفرة هناك. لنتحدث عن مشوارك الكروي انطلاقا من فرنسا، خصوصا أنك لعبت في عدة نوادي كبيرة على غرار أولمبيك مارسيليا ولوريون، ما الذي تحتفظ به من ذكريات إيجابية وسلبية بهذا البلد؟ - فرنسا إنه البلد الذي ولدت فيه وكبرت وتعلمت فيه أبجديات كرة القدم، البطولة هناك جد صعبة وخصوصا أن التألق فيها يفتح لك الأبواب للإلتحاق ببطولات أخرى ذات مستوى عالي، وتبقى الذكرى التي احتفظ بها في فرنسا هي تجربتي مع تتويجي مع لوريون بكأس فرنسا. كما أن الشيء الذي تأسفت له عندما كنت متواجدا مع أولمبيك مارسيليا هو فشلنا في التواجد ضمن الفرق الأوائل المتأهلة إلى المنافسة الأوروبية. عندما كنت تلعب في أولمبيك مارسيليا حدثت لك بعض المشاكل مع إيريك، هل لك أن تحدثنا عن ذلك؟ - المشكلة أن المدرب إيريك كانت له عقدة من اللاعبين الفرانكو جزائريين، وهو ما جعله يتعامل معي بذلك الشكل، رغم أن الموسم الأول الذي قضيته كان دون مشاكل إلا أن العام الموالي كان مختلفا تماما، ولكن لست الوحيد الذي كنت أعاني من المشاكل بل تقريبا كل اللاعبين يعانون هذا الأمر تقريبا خصوصا في البطولة الفرنسية. من هو المدرب الذي تشعر براحة أكبر عندما تكون تحت قيادته ؟ - المدرب كريستيان غوركوف هو الوحيد الذي أشعر براحة أكبر معه، فقد أنقذني من الضياع، عندما كنت في مرحلة جد صعبة، خصوصا أنه أبدى ثقته في إمكانياتي رغم أنني كنت صغيرا في السن. ما رأيك في هذا المدرب الذي يتولى تدريب المنتخب الوطني حاليا؟ هل يمكن أن تلخص لنا شخصيته؟ إنه شخص يثق في إمكانيات اللاعبين الشبان ويعشق اللعب الجميل، فهو منضبط وجدي في العمل ويحرص دوما على توفير مختلف الظروف المريحة التي تضمن بروز اللاعبين بشكل أنسب، وأظن أن توليه تدريب المنتخب الوطني أمر جيد، خصوصا أنه يؤمن بقدرات الجميع بمن فيهم اللاعبين المحليين. فلنأخذ مثلا عن فترة تدريبه في لورويون، حيث استطاع هذا المدرب بإمكانيات بسيطة تكوين لاعبين استطاعوا البروز بفضل سياسته وهذا ليس بالصدفة. سننتقل إلى مسيرتك الكروية في ألمانيا، بعد مشوارك الاحترافي في مارسيليا انتقلت إلى فولسبورغ، كيف سارت الأمور؟ ماذا عن هذا الاختيار؟ - لقد كان في البداية أمرا صعبا، لأنها كانت المرة الأولى التي أحترف فيها خارج فرنسا، الأمور مختلفة، ذهنيات جديدة، اللغة مختلفة خاصة أنني لم أكن أتكلم اللغة الألمانية، ولكنني لم أندم لأنني تعلمت عدة أمور هناك، لأن هناك توجد الصرامة والجدية في العمل وهي أمور تساعد على النجاح، لقد كانت تجربة مذهلة، ثم واجهت بعدها عدة مشاكل. مشاكل مثل ماذا .......؟ - لقد كنت وحيدا. لكن كان هناك لاعبين أجانب ينشطون هناك؟ - نعم، لكن لم يكن هناك لاعبون فرنسيون، بالإضافة إلى عدم تواجد لاعبين يتكلمون الفرنسية، وهذا كان أمرا صعبا بالنسبة إلي، لكن النادي قام بكل ما بوسعه لكي يجعل الأمور تسير بشكل جيد، فقد عمل مسؤولو النادي كل ما بوسعهم لتذليل كافة العقبات. يبقى الشيء البارز في انتقالك لفولسبورغ هي مشاداتك التي وقعت مع زميلك في الفريق دزيكو، ما هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه المشادة التي أذهلت الكثير من المتتبعين؟ - ما حدث يعتبر شيء عادي في كرة القدم، ويمكنها الحدوث لكل اللاعبين، فقط كل ما في الأمر أننا اختلفنا في طريقة العمل. هل هذا يعني أن هذه الحادثة تعتبر ذكرى سيئة في مسيرتك الاحترافية بألمانيا؟ - لا ليس لهذه الدرجة، فقد عدنا للحديث مع بعضنا البعض وكأنه لم يحدث بيننا شيء. ما الذي اكتسبته خلال احترافك في البوندسليغا؟ - عرفت أن نجاح الألمان كرويا وإحرازهم لكأس العالم، لم يأت صدفة طالما أنهم جديون ومنضبطون ويدركون ما يعملون لأجله. بعد احترافك في فولسبورغ الألماني، انتقلت إلى تركيا ذهنية جديدة ومرحلة جديدة في مشوارك، ماذا عن هذه المرحلة؟ - لقد خضت تجربة إحترافية لمدة 6 أشهر على سبيل الإعادة هناك في كيزيريسبور التركي، لكنني فضلت عدم إتمام التجربة هناك، رغم أنه في نهاية الموسم اقترح مسؤلو النادي عليا الإمضاء لمدة ثلاث سنوات أو أربع سنوات، ولم تكن هناك مدارس فرنسية أو إنجليزية وغيرها من هذه الأمور. وهل اللغة شكلت لك عائقا؟ - لم يكن هناك مشكل في اللغة بتركيا لأنه بلد مسلم، الأمور هناك كانت جيدة، فقد كان النادي يريد بقائي في صفوفه مثلما قلت لمدة 3 سنوات، لكن الشيء الذي أضحكني هو أن بعض اللاعبين الذين كانوا يلعبون معي هناك قالوا لي بأن المسؤولين يرغبون في التخلي عن خدماتي، وعند عودتي إلى فولسبورغ تفاجأت بأن إدارة النادي كان لديها إتفاق مع النادي التركي على تحويلي إلى هذا الأخير، لكنني رفضت ذلك وقررت فسخ العقد مع فولسبورغ، ثم وصلتني بعدها عدة عروض من أندية فرنسا، وكنت أريد العودة إلى هناك، ليصلني بعدها عرض من أحد النوادي القطرية الذي احترم مكانتي ووضعني في أفضل الظروف وهو ما جعلني أقبل بالعرض. إذا لخصنا مسيرتك الكروية من بدايتك بفرنسا إلى غاية توقيعك في النادي الإماراتي وإلتحاقك بالمنتخب الوطني، ما هي أحسن الذكريات التي تحتفظ بها؟ وهل أنت نادم على بعض الأمور لو رجع بك الزمن إلى الوراء، فهل ستتفاداها؟ - أنا أقول دوما الحمد لله على كل ما يحدث، لأن كل ما يحدث يعتبر تجربة في حياتنا ولا بد أن نستفيد منها، فقد وصلنا إلى مرحلة كان فيها المنتخب الجزائري في أدنى المستويات، نجحنا في الوصول إلى كأس العالم، بعدما لم نكن مرشحين لذلك، فلا أحد صدق ذلك، فعندما كنت في عمر 19 سنة كان الجميع يقولون لي أنت مجنون بلعبك للمنتخب الجزائري، أما الآن فقد بات الجميع من أنصار الجزائر. كما أنه لا يمكنني أن أرى نفسي أرتدي قميص آخر من غير الجزائر ولهذا سبب جئت للدفاع عن بلدي، لكننا عندما وصلنا لكأس العالم، تغيرت مواقف العديد من الناس اتجاهنا، رغم أنه في البداية لم يكن أي شخص يؤمن بقدراتنا. حدّثنا عن الصعوبات التي واجهتكم في بداية إقصائيات كأس العالم 2010، خصوصا أمام المنتخب السينيغالي القوي آنذاك، وكيف استطعتم الحصول على تذكرة التأهل إلى كأس العالم جنوب إفريقيا؟ - في البداية اتفقنا نحن اللاعبين على الفوز بكل المباريات التي خضناها داخل ديارنا، خصوصا أن بدايتنا كانت جد صعبة بعدما واجهنا عدة منتخبات قوية على رأسها السنيغال الذي كان يضم عدة لاعبين أقوياء، لكن ما أتذكره أن الجميع لم يكن يرشحنا للفوز عليهم بعدما عانينا عدة صعوبات أمامهم بعد الذي حدث لنا في لقاء الذهاب، حيث قاموا برشقنا بالحجارة وبعمل كل شيء من أجل أن يمنعونا من تحقيق نتيجة إيجابية هناك. بالتحدث عن السنيغال، كيف عشت كلاعب تلك المباراة بعد الضغط الكبير الذي تعرضتم له؟ - رغم أن لاعبينا لم يكونوا يملكون خبرة بمستوى اللاعبين السنيغاليين، إلا أننا استطعنا بفضل إرادة لاعبينا وقوة القلب تحقيق التأهل إلى دور المجموعات الأخير، وليكن في علمكم أننا لم نكن نملك جيلا موهوبا مثل جيل 82، ولهذا السبب نجحنا في التأهل. بعد هذه المباراة، كانا هناك مرحلة أكثر تعقيدا مثل زامبيا ومصر، ما هي المباراة التي كانت صعبة بالنسبة إليك؟ - زامبيا التي فزنا عليها بملعب تشاكر بهدف لصفر كانت أصعب مباراة بالنسبة لنا. لكن التحكيم كان منحازا لهم بعض الشيء؟ - طبعا هذه هي إفريقيا، لكنها كانت مباراة صعبة لأن المنتخب الزامبي كان فريقا قويا، ولا يجب أن ننسى أنه كان ضمن المتأهلين إلى كأس أمم إفريقيا آنذاك، حيث كانت مجموعتنا تضم 3 منتخبات قوية نحن ومصر وزامبيا، حيث مصر فازت بكأس 2010، ونحن أقصينا أمامها، كما أن زامبيا أقصيت في ربع النهائي. لنتكلم عن المباراة التي تعتبر كذكرى سيئة، في القاهرة عندما واجهتم المنتخب المصري حيث تم رشقكم بالحجارة في الحافلة، كيف عشت تلك المباراة التي كانت صعبة بالنسبة للجزائريين؟ - مباراة مصر كانت جد صعبة، خصوصا بعدما تلقينا هدفين وكدنا نقصى من سباق الترشح إلى المونديال، لكن بعد الذي حدث في المباراة نحمد الله على عدم الفوز رغم الفرصتين اللتين أتيحتا لنا لتسجيل الأهداف والفوز بالمباراة، لكن لا بد أن نعترف أن المنتخب المصري كان قويا في تلك الفترة. ماذا عن لقاء أم درمان الذي جاء مباشرة بعد مباراة القاهرة والأحداث المؤسفة التي سبقته؟ - لو أعدنا مواجهة مصر في تلك الفترة عدة مرات لما تمكنا من الفوز عليها، خصوصا أنها كانت تضم تشكيلة قوية، استطاعت نيل "الكان" 3 مرات متتالية، وحتى الهدف الذي سجله عنتر يحيى لو طلبنا منه إعادته لما تمكن من التسجيل، تلك المباراة فزنا بها بفضل القلب والإرادة. ما هو السر الذي حال دون مروركم إلى الدور الثاني في كأس العالم 2010؟ - التغييرات التي قام بها المدرب بالإستغناء عن 7 لاعبين هي السبب، ولو تم الاحتفاظ بأولئك اللاعبين لتأهلنا إلى الدور الثاني، لأن الاستقرار كان عاملا مهما في تلك الفترة. ما رأيك في المنتخب الحالي؟ - أعتقد أننا نملك لاعبين في المستوى ولهم إمكانيات عالية خاصة براهيمي، الذي يملك كافة مقومات اللاعب الناجح وأرشحه للذهاب بعيدا في مشواره الكروي. كلمة أخيرة، لماذا لم تعلن إعتزالك اللعب دوليا ومددت "السوسبانس" وفي حالة تلقيك دعوة من غوركوف هل تلبيها؟ أنا هنا حاضر في حالة تم استدعائي لحمل ألوان المنتخب الوطني من جديد، ولن أقول لا ، والمشوار مازال طويلا، وكل شيء ممكن في كرة القدم.