* إلياس سالم: سأدافع عن فيلمي في حال رفعوا ضدي دعوى قضائية شهدت سينما السعادة بوهران ليلة أول أمس، احتجاجات عارمة خلال عرض فيلم "الوهراني"، حيث غادرت الأسرة الثورية من مجاهدين وأبناء وأرامل الشهداء وأسر مرفوقة بأبنائهم القاعدة بسبب المشاهد التي وردت في الفيلم والعبارات النابية والتشويه الذي طال صورة المجاهدين وزوجاتهم، كما ردد حاضرون هتافات مطالبة بحظر هذا الفيلم، فيما هددت الأسرة الثورية برفع دعوى قضائية ضد المخرج. وكانت البداية صادمة للحضور الذي غصت به القاعة، حيث إن أولى المشاهد استفزتهم من خلال العبارات النابية التي استعملها سائق السيارة التي كانت تقل البطل جعفر المدعو ب "الوهراني"، وهو الدور الذي أداه المخرج نفسه "إلياس سالم"، وطلب منه بعبارة نابية أن يهرب عندما رأوا العسكر. لتتوالى بعدها مشاهد الغناء والسكر وقارورات الخمر على موائد المجاهدين، واستعمال ألفاظ سوقية للتعبير عن الغضب، إضافة إلى القصة التي يتمحور حولها الفيلم والتي تمثل تطاولا جريئا على سمعة الثورة التحريرية والمجاهدين وزوجاتهم، وتتمثل هذه القصة في كون أن بطل الفيلم "الوهراني" فر إلى فرنسا وعند عودته مع الاستقلال وجد زوجته قد أنجبت طفلا وتوفيت بعد اغتصابها من طرف الجنود الفرنسيين، ورضخ "جعفر للأمر الواقع وكتم ذلك، حيث كبر الولد "بشير" وبدأ يلاحظ اختلاف سحنته ولون بشرته وشعره عن باقي أفراد عائلته وظل يسأل إلى أن أخبره أحدهم أنه ليس ابن جعفر، مما جعل الأخير يستشيط غضبا وهو يتحدث مع صديقه حميد ليقوم بلعن وسب الدين تعبيرا عن غضبه على من أخبر ابنه، ووصل الأمر إلى قوله "كل زوجات المجاهدين تم الاعتداء عليهن واغتصابهن في غياب أزواجهن"، وهو ما أحدث بلبلة وسط الجمهور الحاضر، واستمرت المشاهد والعبارات المستفزة في باقي المشاهد، حيث تقلد البطل بعد الاستقلال منصب مسؤول ويظهر في أحد المشاهد وهو يرفع سماعة الهاتف ويقول لأحد التقنيين "لماذا لم تعلمكم فرنسا قبل أن ترحل كيف تعمل هذه الهواتف"؟، تلتها عبارات إباحية ومشاهد قلّ أن تخلو من الخمور، مما جعل الجمهور ينفجر ويغادر القاعة تباعا خاصة منهم الأسر التي كانت مرفوقة بأبنائها ووجدت نفسها أمام فيلم محرج ومسيء للثورة التحريرية، ويشوه سمعة أرامل الشهداء، بعد أن توقعوا أنهم سيشاهدون فيلما يوثق لكفاح الشعب الجزائري وتضحياته، حسب تصريحات بعض من حضروا. كما انتفضت الأسرة الثورية من مجاهدين وكذا نواب برلمانيون وغادروا القاعة محتجين عند مدخلها ومطالبين السلطات العليا بحظر الفيلم الذي قالوا إنه شوه سمعة المجاهدين والشهداء وأراملهم وأبنائهم، وخاصة سكان مدينة وهران، حيث ردد أحدهم "يجب إحراق هذا الفيلم"، مهددين برفع دعوى قضائية ضد المخرج لمنع عرض الفليم مرة أخرى، متسائلين كيف تم قبول هذا الفيلم من طرف لجنة القراءة بوزارة الثقافة، فيما صرح لنا بعض من شاركوا في مشاهد ثانوية في الفيلم بأنه لم يتم إطلاعهم على سيناريو الفيلم وتم الاحتيال عليهم. من جهة أخرى، كان المخرج حاضرا لكنه لم يظهر أمام الجمهور الغاضب وتوارى خلف الكواليس، وصرح أمام بعض الحضور بأنه من حق هؤلاء أن يحتجوا، مضيفا بأنه سيدافع عن فيلمه في حال رفعت ضده دعوى قضائية، وقد حاولنا طوال أمس الاتصال به دون جدوى. إلى ذلك، قررت الجمعية الجزائرية للشباب المثقف رفع دعوى قضائية ضد مخرج فيلم "الوهراني" إلياس سالم، رفقة جمعيات أخرى، الذي "شوه صورة الثورة الجزائرية وصورة المجاهدين"، كما سجلت الجمعية شكوى رسمية لدى والي وهران ضد المسؤولين عن عرض الفيلم ليلة أول أمس.