أصحاب "الجبة السوداء" يحضرون لدعوى قضائية انتفض مجموعة من الحقوقيين وشخصيات من الأسرة الثورية ضد فيلم "الوهراني" الذي يعرض حاليا في دور السينما الجزائرية لمخرجه إلياس سالم، معتبرين أن الفيلم تشويه للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وهو أحد الدعايات المغرضة التي تهدد مقومات ثورة نوفمبر. ونددت المحامية زهية مختاري المحامية في قضية "مراح" الشهيرة، في اتصال بالشروق رفقة مجموعة من زملائها، بما جاء في فيلم "الوهراني" الذي أساء لشخصية المجاهد الجزائري وصوره على انه مجرد "سكير" ورجل "هوى" وجد نفسه فجأة ضمن مجموعة تحارب الفرنسيين. وأكدت مختاري، أنها اتفقت مع عدد من أصحاب الجبة السوداء على إيداع شكوى قضائية ضد المخرج سالم إلياس، بعد الاتصال بالأسرة الثورية في حال استمرار عرض الفيلم، وقالت إن زملاءها سينظمون لقاء خاصا يتم خلاله مناشدة وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة لاتخاذ حلول عاجلة لوقف عرض الفيلم ومنع دخوله في مسابقات دولية. وحذرت المحامية زهية مختاري التي سبق أن تأسست في قضية "مراح"، من المشاركة في تحريف واقع الثورة الجزائرية من خلال مثل هذه الأفلام والتي تخدم فرنسا وتزعزع مقومات الأمة الجزائرية، وقالت "بصفتي ابنة مجاهد ضحى رفقة الكثير من المجاهدين من اجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة في ظل العزة والكرامة أسعى رفقة بعض الحقوقيين الذين اتصلت بهم لوقف عرض هذا الفيلم". للإشارة فإن "الوهراني" فيلم طويل، عرض بداية شهر سبتمبر الماضي بقاعة الموقار في العاصمة، حيث أثار إلياس سالم لحظات حاسمة قامت فيها الثورة التحريرية ضد المستعمر وأهم المراحل بعد الاستقلال، من خلال قصة إنسانية تعكس حقيقة التضحية والصداقة، بطلها جعفر الملقب بالوهراني، وتطرق المخرج إلى قضايا اجتماعية وسياسية وبعض الصراعات التي وقعت خلال مرحلة ثورة التحرير. من جهته، الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو، أكد عدم تلقي الوزارة الوصية أي شكوى ضد الفيلم أو احتجاج من جهة معينة، موضحا انه سبق لوزارة المجاهدين أن ساهمت في وقف عرض الكثير من الأفلام التي حاولت حسبه الإساءة للثورة الجزائرية بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، وقال انه في حال احتجاج أبناء الأسرة الثورة عن الفيلم تضطر الوزارة للتدخل ومنع هذا الفيلم من العرض في الجزائر. ويرى أن المساس بمقومات الثورة وتشويه التاريخ الجزائري، أمر لا يعني الأسرة الثورية فقط وهي مسألة حسبه، تثير الرأي العام الجزائري، مطالبا الوسائل الإعلامية بالتحرك بكل موضوعية ضد الأعمال الفنية التي تشوه الحقيقة والأفلام التي تخدم الأجنبي وتزيف التاريخ والثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار عبادو في سياق ذلك، إلى ضرورة التعاون مع وزارة المجاهدين والأسرة الثورية لمنع ترويج أي أعمال فنية وسنيمائية عبر الوطن هدفها تشويه التاريخ في الجزائر، مؤكدا وجود حملات إعلامية مغرضة يتم تمويلها من الخارج، خاصة من فرنسا لضرب أسس ثورة نوفمبر.