سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسرة الثورية تتبرّأ من فيلم ''الوهراني'' ومن شاهدوه بوهران يطالبون بحرقه ومنعه من العرض مشاهد مسيئة للشهداء والمجاهدين وعبارات تخدش الحياء في احتفالية نوفمبر
أثار عرض فيلم »الوهراني» لأوّل مرة بوهران، زوال أوّل أمس، حالة غضب شديدة لدى من شاهدوه بقاعة سينما السعادة، حيث إحتجّ العشرات أمام القاعة من بينهم السيناتور السابق عن حزب الأفلان براهمة جلول ومنتخبون ومسؤولون محليون، نظرا للإساءات التي تضمنها الفيلم لثورة التحرير. لم يكن يتوقع الجمهور العريض الذي تدفق على قاعة سينما السعادة بوهران، من أجل مشاهدة فيلم »الوهراني» بمناسبة الإحتفالية الستينية لنوفمبر، أنّه مسيء لهذا الحدّ لثورة نوفمبر الخالد والشهداء والمجاهدين، وفي حدود الساعة السادسة زوالا بدأ العرض بإساءات خلّفت علامات تعجّب لدى الجمهور، إذ سرعان ما شرعوا في مغادرة القاعة والتجمّع أمام الباب للإحتجاج وتعالت الأصوات والتصفيرات مندّدة بالمشاهد المسيئة والعبارات النابية، مطالبين بوقف العرض ومنعه على مستوى جميع ولايات الوطن من قبل وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة، ومقاضاة المخرج إلياس سالم الذي أدّى دور البطولة في الفيلم الذي تمّ تصوير مشاهده في وهران بمساعدة السلطات المحليّة، واستغرب جلول براهمة النائب السابق بمجلس الأمة عن حزب الأفلان، كيف تقبل لجنة القراءة مشاهد وعبارات مسيئة للثورة والدين والشعب الجزائري بهذا القدر، كما أبدى مسؤولون بمديرية الثقافة والديوان البلدي للثقافة والفنون والأسرة الثورية وأبناء المجاهدين والشهداء، إستياءا كبيرا من مضمون الفيلم، فيما انسحبت العائلات نظرا للكلمات التي تخدش الحياء، وكان الفيلم مليئا بعبارات السبّ والشتم والملام القبيح والمسيء للدين، إضافة إلى مشاهد الدعارة والعري والخمور، حيث جاء تصوير المجاهدين على أنهم جماعة شهوانية لا تفارق الخمور والنساء، ويتردّد المجاهدون في الإلتحاق بالثورة وصفوف الثوار في الجبال خوفا على زوجاتهم من إغتصاب الجنود الفرنسيين، وتضمن السيناريو أنّ زوجة البطل بعدما تركها حملت طفلا غير شرعي من الفرنسيين وبعدما عاد تبنى الولد بصفة عادية، في إشارة إلى ترك فرنسا لأبنائها في الجزائر بعد الاستقلال، ويمجّد الفيلم الاستعمار الفرنسي من خلال مشخد يظهر فيه البطل وقد تقلّد منصبا بعد الاستقلال يحمل الهاتف الذي لا يشتغل، ويلوم أحد المستخدمين :»لماذا لم تطلبوا من فرنسا أن تعلّمكم كيف تشغّلون الهاتف»، ولم يخلو الفيلم من الإساءات والعبارات الجنسية التي تخدش الحياء، الأمر الذي فجّر غضب المتفرّجين، حيث تجمّع عدد كبير منهم أمام القاعة مطالبين بحرق الفيلم ومنعه من العرض، وقد تدخّلت مصالح الأمن لإنقاذ الموقف بعدما كادت الأمور أن تنزلق، كما تبرّأت الأسرة الثورية من هذا الفيلم الذي سيشارك في عدّة مهرجانات دولية، وقالت بأنّها لا يعكس حقيقة بطولات وتضحيات الشهداء والمجاهدين الذي ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الوطن الغالي.