"اضطررت إلى انتظار شاحنة الحليب منذ الثامنة صباحا"..."لم نذهب إلى عملنا في الفترة الصباحية ولم نذهب لإحضار أبنائنا من المدارس"...."لا نقدر على شراء حليب الغبرة لأننا متوسطو الدخل ونحن بحاجة ماسة الى الحليب"... عبارات قالها العديد من المواطنين التقيناهم في أحد محلات بيع الحليب ببلدية تيبازة تعبر عن معاناة كبيرة يعيشها سكان ولاية تيبازة والبلديات الأخرى التابعة لها في اقتناء الحليب المبستر الذي عرف ندرة في الأيام الأخيرة في المحلات المتخصصة في بيع الحليب ومشتقاته والمحلات المتخصصة في بيع المواد الغذائية. عادت مجددا أزمة الحليب للظهور ببلديات تيبازة حيث تعرف العديد من المحلات ونقاط البيع بالولاية نقصا حادا في هذه المادة الحيوية الأمر الذي أثار استياء وسخط المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في رحلة بحث عن أكياس الحليب فيما وجد آخرون أنفسهم مضطرين الى انتظار شاحنة موزع الحليب التي تمول محلات البلديات لساعات طويلة من اجل اقتناء كيسين او ثلاثة لضمان مؤونة يومين أو ثلاثة. لاحظنا خلال تنقلنا الى العديد من نقاط البيع وجود طوابير وجموع من المواطنين ينتظرون قدوم شاحنة الحليب من أجل اقتناء اكبر قدر من الأكياس لضمان التغطية بهذه المادة لعدة ايام وتجنب العودة الى الطاوبر مرة أخرى، فمادة حليب الأكياس منذ قرابة الاسبوعين، رغم وجود ثلاث ملبنات تدعم الولاية وهي ملبنة أحمر العين وملبنة بني تامو بالبليدة وملبنة عريب بعين الدفلى حيث أجبرت الوضعية أرباب العائلات على التوجه لنقاط بيع هذه المادة الى غاية الولايات المجاورة لاقتنائها. ... وتجار يحددون سقف عدد الأكياس ويرفعون الأسعار واللجوء إلى حليب البودرة آخر الحلول ونظرا للتدافع الكبير والطوابير الكبيرة التي تقع على مستوى نقاط البيع لهذه المادة وقيام الكثير من المواطنين الى اقتناء عدد يفوق العشرة أكياس في بعض المرات من أجل ضمان التغطية بهذه المادة لأسبوع على الأقل وهو ما قد يؤدي الى نفاد الكمية التي تجلبها الشاحنة في ساعات لجأ العديد من التجار إلى تحديد سقف عدد الأكياس التي يمكن للمواطنين اقتناؤها من اجل إرضاء أغلب الزبائن. كما لجأ العديد من المواطنين خاصة الموظفين والعاملين الذين لا يستطيعون انتظار الشاحنة لاقتناء الحليب المجفف او ما يعرف بحليب البودرة رغم ارتفاع أسعارها التي تتراوح ما بين 300 و400 دينار أو الحليب المعلب في اكياس كرتونية الذي يعرف أيضا التهابا في الأسعار من 70 إلى 85 دينارا للتر الواحد. واغتنم العديد من التجار هذه الوضعية لرفع السعر سواء تعلق بكيس الحليب المبستر الذي قفز في بعض المحلات الى 30 دينارا بالجهة الشرقية والوسطى و40 دينارا بالجهة الغربية، فيما تم رفع أسعار الحليب المجفف ب20 دينارا في الجهة الشرقية والوسطى وب30 دينارا في الجهة الغربية. وأمام هذه الوضعية يجد الآباء ذوو الدخل الضعيف أو حتى المتوسط مضطرين إلى الاصطفاف أمام محلات بيع المواد الغذائية للظفر بكيس أو بعض الأكياس من الحليب المبستر مقابل 30 دينارا فقط "حجة كافية لتحمل عناء الانتظار" على حد تعبير أحد المواطنين.