جددت حركة مجتمع السلم الدعوة للجهات المسؤولة سلطة وأحزابا وعقلاء إلى تحمل مسؤولية احتواء ما أسمته ب''الفعل المعزول الغريب'' المتمثل في هدم أساسات مسجد وحرقه ببلدية أغريب الواقعة في أعالي أزفون بولاية تيزي وزو من قبل جهات تقول حمس إنها تدعي فالديمقراطية والجمهورية''·واتهم بيان المكتب الوطني لحركة أبو جرة سلطاني، حزب الأرسيدي- دون ذكره بالاسم- بتحريض المتطرفين للتطاول على الإسلام والدستور والقانون باستعمال وسائل العنف واستفزاز مشاعر المواطنين في ولاية تيزي وزو· كما نددت حمس بظاهرة انتهاك حرمة الإسلام في شهر رمضان والاعتداء على المقدسات في بعض ولايات الوطن، وعلى رأسها ما حدث في أغريب· وكانت قضية هدم مسجد أغريب وتسويته أرضا قد أثارت استياء الطبقة السياسية في الجزائر ما عدا الأفلان والأرندي، الذين لم يعلنا موقفا واضحا لحد الآن بشأن هذه القضية التي أعادت إلى الأذهان أجواء الرعب التي كانت تعيشها الجزائر أيام التعصب والتطرف والعنف، رغم أن العنف المسجل في الحادثة الجديدة باتجاه معاكس للدين والمقدسات وإن اشتركا في الاعتداء على ثوابت الأمة وعلى الدستور وقوانين الجمهورية· وقد شعر الأرسيدي بوقع ''خطيئته'' في المجتمع الجزائر، فسارع إلى التحرك تارة من خلال إصدار بيانات وتارة أخرى من خلال تحريك مناضلينه لتغليط الرأي العام من خلال مقالات صحفية ''مليئة بالكذب والأحقاد''··وقد جاء موقف حمس، في أعقاب لقاء ''بالصدفة'' بين نور الدين آيت حمودة، والقيادي في الأرسيدي المشهور بعدائه لبناء المسجد الأعظم في البرلمان، مع رئيس حمس، إذ لم يتردد آيت حمودة في التأكيد بأن الأرسيدي لم يهدم مسجدا وإنما العملية طالت مشروع بناء مسجد، وهو ما يعني اعتراف صريحا فصيحا من قبل القيادي في الأرسيدي بأن هذا الحزب أجهض مشروع بناء المسجد وإن كان قد حاول التكتم على أسلوب العنف والتحريض المتبعين في عملية الإجهاز على المسجد· غير أن سلطاني لم يتردد في تسليط الضوء على التناقضات الصارخة التي وقع فيها آيت حمودة بين اعتزازه تارة بأن ولاية تيزي وزو هي أول ولايات الوطن من حيث عدد المساجد وبين العجز في نفي هدم أساسات المسجد· قبل أن يعود رئيس حمس ليؤكد لمحدثه بأن النقاش لا ينبغي أن ينحصر في الجزئيات المتعلقة بهل تم هدم مسجد كامل او هدمت أساساته فقط أو حتى مشروع على الورق، بقدر ما ينبغي أن تتجه الأنظار- حسب سلطاني- إلى ''طبيعة الفعل'' في حد ذاته والمتمثل في اعتداء الأرسيدي على الديمقراطية والجمهورية والحريات، رغم أن الأرسيدي يدعي الدفاع عن هذه القيم· وأمام كل هذا لم يتردد نور الدين آيت حمودة في القسم ب''أغلظ الأيمان'' أمام أبو جرة سلطاني قائلا له حسب تأكيد الشهود: ''لن نسمح لكم بدخول الولاية''، حيث أن الأرسيدي يتهم حمس بالوقوف وراء مبادرة بناء مسجد أغريب، على غرار اتهامه للأفافاس والسلطة، وغيرهما·ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، حيث استعار آيت حمود عبارات ''شيخه'' سعدي، الذي أقسم- ذات يوم- في إطار مناظرة سياسية مع مسؤولي الحزب المحل، بالقول: ''لن نسمح لكم بالوصول إلى السلطة''، والبقية معروفة··