خبراء: أسعار البترول قد تستقر في حدود 90 دولارا خلال السنة المقبلة عرفت أسعار خام القياس العالمي لمزيج برنت، ارتفاعا جديدا بحوالي ثلاثة في المائة ليصعد مجددا فوق سقف 60 دولارا ويصل إلى سعر يتجاوز 63 دولارا للبرميل منذ أول أمس الخميس، حيث يترقب الخبراء مواصلة أسعار النفط التعافي بعد وصولها إلى أدنى مستويات في خمس سنوات هذا الأسبوع، حيث أجبر هبوط أسعار النفط على مدى ستة أشهر مزيدا من شركات الطاقة على تقليص استثماراتها في زيادة الإنتاج. وتوقفت التداولات بحلول الساعة 11 بتوقيت غرينتش ليوم الخميس بمواصلة سعر خام برنت تسليم شهر فيفري ارتفاعه بحوالي 2.09 دولار ليصل إلى 63.27 دولار للبرميل بعدما ارتفع 1.17 دولار عند التسوية في الجلسة الماضية، كما صعّدت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم جانفي التي ينتهي أجل تداولها بعد إغلاق يوم الجمعة 1.83 دولارا إلى 58.30 دولارا للبرميل. وكانت كل من الجزائر وفنزويلا قد طلبتا عقد اجتماع طارئ لدول منظمة الأوبك لمناقشة الوضعية الحالية للسوق النفطية العالمية ودراسة إمكانيات تخفيض الإنتاج من جديد بحوالي 2 مليون برميل يوميا وهو ما رفضته دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات التي رفضت التنازل عن حصصها في السوق العالمية والمنظمة وهو ما بررته بتخوفها من طفرة الغاز الصخري الأمريكي الذي أفقد برميل النفط نحو 50 في المائة منذ جوان الماضي، حيث طغى النمو السريع في إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة على الطلب مع تسارع الخسائر بعدما قررت منظمة أوبك عدم خفض الإنتاج في اجتماعها الشهر الماضي. ويعد الأسبوعان المقبلان حسب خبراء الاقتصاد حاسمين بالنسبة إلى حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال التي باشرت إبداء قلقها الواضح من تراجع أسعار الذهب الأسود، حيث قال في هذا الإطار الخبير الاقتصادي فارس مسدور إن الأسبوعين المقبلين شديدا الأهمية بالنسبة إلى الحكومة، مضيفا في هذا السياق أن الأسعار الآن محل ترقب ومراقبة وأن الفترة المقبلة شديدة الأهمية، فإذا ما واصلت الارتفاع فإنها ستستقر عند حدود 90 دولارا للبرميل مع منتصف سنة 2015، حيث قال مسدور في هذا الإطار إن الإشكال الذي وقعت فيه السوق النفطية ليس قضية عرض وطلب على حد تعبيره، بل هي مشكلة ممارسات غير سوية من قبل بعض الدول والمنظمات الإرهابية التي قامت ببيع النفط في السوق السوداء في إشارة منه إلى داعش التي حازت على النفط الليبي، إضافة إلى إيران التي قال الخبير إنها قامت بالاتفاق سرا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على تخفيض أسعار النفط مقابل السماح لها بفترة إضافية لتخصيب اليورانيوم. أوروبا ضغطت على الجزائر لعلمها المسبق بالانخفاض من جهة أخرى، يرى المتحدث أن دول الاتحاد الأوروبي التي حاولت الضغط على الجزائر في وقت سابق لتخفيض أسعار الغاز وتقليص مدة العقود الموقعة إلى عقود قصيرة الأجل لا تتجاوز 6 أشهر بدل 10 سنوات على الأقل تشترطها الجزائر في كل عقودها الموقعة كانت على علم مسبق بهذه الأزمة النفطية، خاصة أن الجزائر -حسبه- تبيع غازها حاليا وفق الأسعار القديمة التي يصل متوسطها مع منتصف 2014 إلى 102 دولارا، حيث قال الخبير الاقتصادي إن الدراسات الاستيراتيجية لدول الاتحاد الأوروبي كانت متوقعة للأزمة الحالية، مشبها الأمر بما فعلته اللوبيات الاقتصادية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي خلقت -حسبه- أزمة 2008 لضرب الدول النفطية وإيصال برميل البترول إلى مستويات تمكنهم من التحكم فيه. الخليج والسعودية متفائلة بعودة استقرار الأسعار أما عن حالة الأسواق النفطية، فقد أبدت دول الخليج تفاؤلا بعودة أسعار النفط إلى مستوياتها السابقة، حيث قال في هذا الإطار وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي إنه متفائل بشأن مستقبل سوق النفط، مشيرا في ذات الإطار إلى أنه متفائل بالمستقبل، فما يواجهه العالم حاليا يعتبر حالة مؤقتة وعابرة فالاقتصاد العالمي وبالذات اقتصادات الدول الناشئة سيعاود النمو ليعود بعدها الطلب على البترول للنمو هو الآخر، مشيرا كذلك إلى أنه من الصعب أن تأخذ المملكة أو أوبك أي إجراء قد ينجم عنه تخفيض حصتها في السوق وزيادة حصص الآخرين. من جهته، كان موقف وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد مطابقا لموقف الوزير السعودي حين أكد أن انخفاض سعر النفط لن يستمر طويلا وأن السوق ستعود إلى التوازن، مضيفا في ذات السياق أن التجارب علمتنا ذلك وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم للوصول إلى توازن السوق. على حد تعبيره وفي سياق متصل، قال وزير البترول السعودي علي النعمي، إن هناك معلومات وتحليلات غير صحيحة، يتم تداولها بين الحين والآخر، مثل ربط القرارات البترولية، بأهداف سياسية، هذه التحليلات الخاطئة سوف تنكشف بلاشك، ويتضح خطأها، مما يساعد على عودة التوازن إلى السوق في إشارة منه إلى الاتهامات الموجهة لبلاده بدخول حلف مع الولاياتالمتحدةالامريكية لتقليم أظافر الدب الروسي وإيران مثلما أشار إليه بعض الخبراء سابقا قبل أن يستطرد النعيمي قوله "يجب أن لا ننسى الدور السلبي الذي يقوم به المضاربون في السوق البترولية الدولية، حيث يدفعون الأسعار إلى هذا الاتجاه أو ذاك، لتحقيق عوائد مالية، مما أسهم في تذبذب الأسعار بشكل حاد". هبوط الإنتاج الليبي ساهم في إنعاش الأسعار من جهة أخرى، يرجع الكثير من الخبراء الاقتصاديين سبب الانتعاش الحالي لأسعار النفط إلى اضطراب الإنتاج الليبي، حيث تقلص الإنتاج فيها إلى ما دون 400 ألف برميل يومياً، ووفقا للمسؤولين الليبيين، فإن التراجع في الإنتاج، يعود إلى استمرار توقف العمل في ميناء "السدرة" النفطي، بسبب الاشتباكات المُسلحة بالقرب منه، حيث يبلغ إجمالي ما يجرى تصديره عبر الميناء يومياً 300 ألف برميل.