تشير كل المعطيات والدلائل أن الدخول المدرسي بولاية الشلف، خلال هذه السنة، سيكون كسابقه أو أسوأ بكثير مما كان عليه، في ظل الواقع المر الذي تفرزه أزمة الاكتظاظ في الاقسام في مختلف الأطوار التعليمية وبالأخص الطورين الابتدائي والمتوسط، هذا الأخير الذي يبقى النقطة السوداء الأبرز على مر السنوات الأخيرة، بسبب بلوغ الاكتظاظ مبلغه داخل القسم الواحد الذي يصل في مرات كثيرة 47 تلميذا في القسم الواحد، وهو ما يعني أن الرقم سيكون مرشحا للارتفاع إلى سقف 50 تلميذا· وبحسب معطيات ميدانية حصلت ''البلاد'' عليها، فإن ثمة عشرات المؤسسات التربوية التي تجري الأشغال بها منذ السنة الدراسية 2009/2010 ولم يتحقق منها أي تقدم ملحوظ، بل لم يتسن لمسؤولي القطاع الحصول على تاريخ ثابت يمكن المديرية من استلام المؤسسات الجديدة التي تندرج في إطار البرنامج الاستعجالي المرصود من قبل الدولة لمحو أشكال البناءات الجاهزة التي كانت عليها كافة مؤسسات القطاع وبالتحديد المدارس الابتدائية والإكماليات، ومال الاعتقاد بعدد من المراقبين لهذا الوضع أن الدخول المدرسي الجديد سيعرف عودة موجة الاضطرابات في أوساط أولياء التلاميذ وسيعج لا محالة بمشاكل الاكتظاظ التي عادة ما ترسم صورة قاتمة لواقع القطاع، بسبب التأخر غير المبرر في إنجاز مشاريع تعويض المؤسسات القديمة المترتبة عن زلزال الأصنام 1980 بأخرى صلبة في إطار التوجيهات التي حرص على تنفيذها رئيس الجمهورية في آخر زيارة قادته إلى الشلف من أجل إنهاء محن متمدرسي الولاية وتخليصهم من أزمة الأميونت العازلة التي سببت أمراضا غير قليلة من الخطورة· وبرأي المراقبين الذين تحدثوا ل ''البلاد'' بإسهاب عن راهن القطاع، فإن جل المشاريع الجديدة التي كانت الآمال تتطلع إلى استلامها مع الدخول المدرسي لهذا العام، لن تكون جاهزة قبل الموعد المحدد الذي رسمه مسؤولو المديرية كما هو الحال لثانوية أم الذروع شرق عاصمة الولاية، متوسطة حي الشارة والمدرسة الابتدائية للحي الشرقي - الليمون- وهناك عشرات المؤسسات التربوية الأخرى في مختلف مناطق الولاية تعيش نفس الوضع الكارثي الذي أملاه تراخي المقاولات وتقاعس الجهات المكلفة بمتابعة وتيرة أشغال إنجاز هياكل قطاع التربية· ووفقا للمعلومات التي بحوزتنا، انطلقت الأشغال في بعض المؤسسات التي تعرف تأخرا فادحا منذ عامين بالتقريب، حسب برنامج تعويض هذه المؤسسات بالبناء الصلب· ولعل ما يؤكد هذا الطرح هو إنجاز متوسطة واحدة فقط منذ إقرار مخطط التعويض سنة ,2006 حيث تم استلام المتوسط وسيستفيد منها نحو 1100 تلميذ ·