الخماسي كشف مدير الثقافة لولاية معسكر الحاج مشحوب في حديث ل''البلاد''، عن إطلاق مشروع لإنجاز متحف وطني خاص بالأمير عبد القادر ينتظر الشروع في إنجازه بعد إعداد مختلف الدراسات، مؤكدا أنه تم اختيار قطعة أرض تتوفر على كافة المواصفات خصوصا قربها من المرفقات التربوية والعلمية التابعة لجامعة معسكر مما سيجعل هذا المتحف، ''قطبا ثقافيا سيجلب الزوار والمهتمين بتراث الأمير والتاريخ الجزائري''. ويندرج هذا المشروع الذي سيتم التركيز فيه على النمط المعماري العربي الإسلامي، حسب محدثنا، ضمن المخطط الخماسي ''2010/''2014 الذي استفادت معسكر في إطاره من غلاف مالي قدره 829 مليون دينار خصص قسم كبير منه لعمليات ترميم وإعادة التهيئة لبعض المرافق التراثية والتاريخية على غرار ''دار القيادة للأمير عبد القادر'' الواقعة بوسط مدينة معسكر، إضافة إلى ترميم مقر المسرح الجهوي وقاعة السينما ''كوليزي'' وتجهيز ثلاثين مكتبة أنجزت عبر بلديات الولاية في السنوات الخمس الماضية. كما كشف محدثنا أنه تم رصد ملياي سنتيم لإنجاز الدراسة المتعلقة بمشروع المتحف، بينما لم تحدد بعد التكلفة الجمالية لأشغال الإنجاز التي ستنطلق في غضون العام القادم، مضيفا أن مشروعا من هذا النوع بات أكثر من ضرورة في الوقت الحالي خصوصا أن شخصية الأمير عبد القادر تتجاوز أهميتها حدود البلاد لتكتسي طابعا عالميا وإنسانيا، مضيفا أن المتحف سيضم مختلف المخطوطات والكتب وكافة الأشياء المتعلقة بالأمير، خصوصا الوسائل التي كان يستعملها في إدارة شؤون الدولة ومقاومته للاستعمار الفرنسي وقيادته للمقاومة الشعبية. وفي السياق ذاته، دعا المدير السابق لمتحف ''زبانة'' لوهران؛ إلى ضرورة استرجاع تراث الأمير عبد القادر وممتلكاته التي لايزال جزء كبير منها يعرض في المتاحف الغربية على غرار فرنسا والولايات المتحدة، فمكتبة الأمير عبد القادر وميراثه الذي أحرق جزء منه والجزء الباقي؛ نقل إلى فرنسا ويوجد بأحد أقسام متحف ''اللوفر''، حيث قال في هذا الصدد ''صحيح أن عملية الاسترجاع يمكن أن تكون صعبة، لكننا لا نطالب بالمستحيل، إنه حقنا وميراثنا وتاريخنا.. ويمكننا استرجاعه تدريجيا بعدة صيغ من بينها عمليات التبادل مع المتاحف والمؤسسات الغربية''. وفي الإطار ذاته، ذكر الحاج مشحوب بالمعرض العالمي للأمير عبد القادر أقيم في باريس سنة 2003 ضمن ''سنة الجزائربفرنسا''، حيث تضمن العديد من المتعلقات الخاصة بالأمير التي كانت موجودة بالمتاحف الجزائرية، لتحول لاحقا إلى مدينة ''كان'' الفرنسية التي نفي إليها الأمير، كما أن العديد من الأختام والمخطوطات النادرة الخاصة بالأمير لاتزال موجودة في مصلحة الأرشيف الفرنسي، وعلينا استعادتها لأنها تمثل تراث الأمة الجزائرية، على حد تعبيره.