- على العالم أن يتحرك لتقنين دولي لاحترام الأديان علق الإعلامي الجزائري بقناة دبي، صغير سلّام، على تعاطي الإعلام العربي مع أزمة "شارلي إيبدو"، موضحا أنه ظهر منقسما على نفسه ومضطربا أحيانا ومتماهيا مع الإعلام الغربي في أحيان أخرى وما أصبح يقصف به يوميا الدين الإسلامي باسم "حرية التعبير". ودعا المتحدث في حوار ل"البلاد"، إلى ضرورة مواجهة الخوف المرضي للغرب من الإسلام باعتباره أصبح واقعا لا بد من الوقوف أمامه. حاورته/ فاطمة حمدي - ماهي قراءتك لتعاطي الإعلام العربي مع أحداث "شارلي إيبدو"؟ أعتقد أن العالم بعد أحداث باريس والهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" لن يكون كما كان عليه قبلها وأرى أن العالم يتحول بسرعة وأداة التحول الرئيسية هنا هي الإعلام.. لكن ما لفت انتباهي أن الإعلام العربي في تعاطيه مع حادثة شارلي إيبدو ظهر منقسما على نفسه ومضطربا أحيانا ومتماهيا مع الإعلام الغربي في أحيان أخرى.. كان على الإعلام العربي أن يتحرك وفق منظومة مبادئ تقوم على أسس هي رفض الإرهاب والوقوف بحزم مع الإساءة للرسول الأكرم، والصراحة لم تعجبني السرعة في لبس ثوب الضحية وكان يكفي للإعلام العربي أن يوضح حقيقة أن مجتمعات العرب والمسلمين هي أكثر الشعوب تضررا من الإرهاب في وقت يركز إعلام الغرب على أن مجتمعاتنا صانعة له.. إعلامنا يبدو متخلفا عن دور حضاري مطلوب منه وأخشى أن لا يكون في الموعد و قد بدأ تماس حضاري لن ينتهي بين حضارة الغرب ونظيرتها العربية والمسلمة. - ماهو الرد المهني الذي يجب أن يتبعه الإعلام العربي في تطرقه لمثل هذه المواضيع؟ الرد المهني الذي يجب أن يتبعه الإعلام العربي يبدأ أساسا بالتمسك بحرية التعبير.. لقد عجبت لدول العالم الثالث التي حضر زعماؤها مسيرة باريس للدفاع عن حرية التعبير بينما تنتهك الحرية وتمتهن في بلدانهم!!.. لست من أنصار الردود الآنية وقد رأينا كيف أصبحت صحيفة مغمورة تسحب ملايين النسخ بسبب الردود الانفعالية.. أقول أن وظيفة الإعلام ليست "الرد" إنما عليه أن يكون عمله واعيا مستداما وأن يكون أيضا إعلاما محترفا محترما لأخلاقيات المهنة فلا أتصور مثلا صحيفة عربية أو مسلمة تشيد بالإرهاب مثلا لأن تلك الصحيفة النكرة أساءت للنبي المصطفى خير الأنام لأن شرف الغاية يستلزم شرف الوسيلة وعليه فنصرة النبي الكريم يفترض أن يتولاها الإعلام العربي والمسلم يوميا عبر الوقوف بالمرصاد للإساءات وكذلك لمحاربة التخلف والظلم والسلوكات التي نهى عنها الرسول الأكرم فكيف لنا أن نرد إساءات الغرب إذا كنا لا ننصر قدوتنا وشفيعنا محمد بن عبد الله عليه أزكى الصلوات والتسليم في حياتنا اليومية سواء في الإعلام أو في غيره من المجالات؟. - هل يمكن الحديث عن حرية تعبير في ظل التعدي على المقدسات الدينية، في سياق الحديث عن المعايير الدولية لأخلاقيات المهنة؟ برأيي الحرية والإساءة مفهومان لا يلتقيان.. لكن علينا أن نعي أن المفاهيم تختلف من مجتمعات إلى أخرى فما هو مقدس عندنا ليس مقدسا في الغرب وما هو حرية عندهم هو ليس كذلك عندنا وواقع العرب والمسلمين الآن لا يسمح لهم أن يفرضوا قوانين دولية لأنهم ضعاف، بل أنظمتهم الحاكمة هي التي أضعفتهم كونها تقايض حريتهم بالاستقرار والفوضى وأغلب تلك الأنظمة إن لم يكن عميلا للأنظمة الغربية فهو صديق لها والكثير من الحكام تعيش أسرهم نمطا غربيا لا علاقة له بقيم ومثل الرسول الكريم. - هل نستطيع القول إن الإعلام العالمي سيأخذ منحى جديدا بعد أزمة "شارلي إيبدو"؟ أعتقد أنه من الضروري أن يجتمع العرب والمسلمون لتقديم تقنين دولي لاحترام الأديان، لكنني لست متفائلا بتجاوب الغرب الذي قامت مبادئه على العلمانية التي لا تقدس الأديان.. هناك فعلا ظاهرة مرضية في العالم الغربي وهي "الإسلاموفوبيا" لكن هل لدينا الشجاعة لنسأل.. لماذا هذا الخوف المرضي من الإسلام؟ لما لا توجد "بوذوفوبيا" أو "هندوسوفوبيا"؟! قد يبدو السؤال قاسيا لكنه ضروري ..!