أفاد مسؤول بمكتب وزير الدفاع الفرنسي السابق، جون بيار شوفنمان، بأن عضو مجلس الشيوخ الفرنسي سيتناول خلال محاضرته المرتقبة اليوم بالجزائر، موضوع ''اللائكية'' كمحور للنقاش، في محاولة جريئة لعرض الأسس التي تقوم عليها سياسة الحكومة الفرنسية، خصوصا في القضايا المتعلقة بالدين والجالية المتواجدة بفرنسا، وذلك من خلال إعطائها نكهة خطاب ثقافي بعيد عن التحليلات السياسية. وأكد المكلف بالاتصال لدى رئيس ''القطب الجمهوري''، لوران بايات، في اتصال ب ''البلاد'' أمس، أن ''شوفنمان سيلتزم خلال المحاضرتين اللتين سينظمهما في ولايتي وهرانوالجزائر على الصبغة الثقافية للأحداث''، في إشارة منه إلى أن رئيس حركة ''الجمهورية والمواطن'' لا يحمل أي تكليف للقيام بمهمة رسمية في الجزائر وإنما الزيارة تندرج في قالب ثقافي بحت بعيد عن الهزات التي ضربت العلاقة المتينة بين باريس والجزائر. وكشف المتحدث ذاته، أن ''الحديث عن اللائكية سيسلط الضوء على زاوية هامة من موجة الجدل التي تدور بشكل رئيسي حول مدى انخراط الجالية المسلمة في المجتمع الفرنسي، كما سيبرز قابلية هذه الأخيرة للتعايش والتأقلم مع عادات مجتمع مستمدة من التيار العلماني باعتباره المبدأ الجوهري لتنظيم الشؤون الفرنسية العامة منذ أزيد من ألفي عام''. ويعتبر شوفنمان، من بين الشخصيات التي تنادي بوجوب فصل الدين عن الممارسة السياسية مع الالتزام بإدماج الإسلام في النظام العلماني، وفي هذا الإطار، ألح وزير الداخلية الفرنسي السابق، على وجوب إنشاء مجلس فرنسي للدين الإسلامي، يكون بمثابة الهيئة الرسمية التمثيلية، التي تعكف على تولي انشغالات الجالية المسلمة. وسيحرص عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي يعتبر من بين المسؤولين الفرنسيين الذين ساهموا في إعادة بعث الدفء للعلاقات الفرانكوجزائرية في الفترة الممتدة ما بين 1997 و,2000 خلال زيارته للجزائر مطلع الأسبوع المقبل، على تجنب الحديث عن خلفيات تشنج العلاقات بين باريس والجزائر والغوص في دهاليز السياسة ''الساركوزية'' المنتهجة تجاه البلاد، بالرغم من أن تواجده بالجزائر في هذه الفترة تحديدا، يحمل العديد من الدلالات والمؤشرات التي تتعلق في مجملها ب ''النفخ'' في بوق الأزمة بين البلدين ولو من بعيد، لاستهلال السباق الرئاسي الفرنسي المنتظر في .2012 ويسعى وزير الداخلية الأسبق، إلى تشديد القبضة على أصوات الجالية الجزائرية بفرنسا والمقدرة بنحو خمسة ملايين نسمة ليرسم بذلك الخطوط العريضة لحملته الانتخابية التي سيقودها على ''أنقاض'' سياسة ساركوزي الذي لم يفلح في ''صيانة'' إرث الرئيس السابق، جاك شيراك، فيما يتعلق بالعلاقات بين قصري المرادية والإليزيه، حيث سيولي شوفنمان أهمية قصوى لتصحيح مسار العلاقات الفرانكوجزائرية في خطابه الرئاسي لمغازلة الرئيس الفرنسي الحالي.