مبادرة حمس لم تكن في مصلحة الجهد الجماعي للمعارضة دعا فاتح ربيعي، الأمين العام السابق لحركة النهضة، تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي، للتوجه نحو جبهة القوى الاشتراكية وإجراء مشاورات ثانية معها لإقناعها بالعودة إلى المجموعة، معتبرا أنه كان بالإمكان احتواء مبادرة الأفافاس أثناء ندوة مازافران، فيما اعتبر أن المبادرة التي أعلنت عنها حركة مجتمع السلم، أعطت إشارات لم تكن في مصلحة الجهد الجماعي للمعارضة. لماذا اخترتم في التنسيقية تاريخ 24 فيفري كموعد للاحتجاج؟ التنسيقية الآن لها رؤية سياسية وتشخيص للوضع وكيفية الخروج من الأزمة، وتملك رؤية واضحة حول كيفية تفعيل دورها داخل المجتمع، بعيدا عن إثارة الشارع بما ربما قد يدفع للفوضى. المعارضة تريد تغييرا سلميا هادئا ليس كما تروج له أحزاب الموالاة هنا وهناك. الحراك الذي نحضر له يوم 24 فيفري الجاري، هو عبارة عن وقفات تضامنية مع أهلنا في الجنوب. تتهمكم أحزاب الموالاة بأنكم تريدون استغلال يوم تاريخي، بهدف إثارة الفوضى؟ نحن لا نستغل هذا التاريخ، بل المناسبات الوطنية هي التي تسجل فيها المواقف، لأن الشعب يكون فيها مهيأ، هذه ليست مسيرات ولا هي تجمعات تقام في قاعات وإنما هي وقفات احتجاجية، مثل ما حدث قبل الانتخابات الرئاسية، يحضرها المناضلون والإطارات وعددها محدود ومحدود جدا. كيف تقرأون المشاورات التي تريد إجراءها حركة مجتمع السلم؟ مع احترامنا وتقديرنا لوجهة النظر الإخوة في حركة مجتمع السلم، غير أن هذه المبادرة أعطت إشارات لم تكن في نظري في مصلحة الجهد الجماعي الذي تحقق للمعارضة. مع العلم أن الدكتور مقري التقى هيئة التشاور وشرح موقفه ونحترم هذا الموقف. وأتمنى أن يكون قد نجح في إزالة اللبس الذي حصل لدى بعض الأطراف. ويبدو أن إخواننا في حمس أرادوا إقامة الحجة على السلطة بأن المعارضة صاحبة حوار ولا ترفضه، وأرادت أيضا بهذه المبادرة رد شبهة روجت على المعارضة أنها ترفض التشاور مع السلطة، غير أن العكس هو الحاصل. ما هو المطلوب إذا في نظركم؟ ما نتمناه هو أن نستمر في جمع المعارضة على برنامج واضح، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يشير أو يفهم على أننا نريد الفوضى. لأن التوجه للسلطة مجتمعين أفضل من حوارها متفرقين. وهذا ما يراد له من طرف السلطة الحالية. ما تعليقكم على مبادرة الأفافاس وما يحدث لها في هذه الأيام؟ أتمنى أن تلتحم مبادرة الأفافاس مع مبادرة التنسيقية. خاصة بعد رفض حزب جبهة التحرير الوطني المشاركة في الندوة التي اقترحتها جبهة القوى الاشتراكية. وأتمنى أن يتأكد الأفافاس الآن أن وجوده مع المعارضة أحسن من الانخراط في مسعى ليس الهدف منه إنجاح مبادرته التي أحسن بها الظن، ولكن المشكل من جهة السلطة التي لم يكن هدفها إنجاح مبادرة الأفافاس بقدر ما كانت تهدف لتشتيت المعارضة. كيف يمكن تفعيل مطالب المعارضة في الذهاب نحو رئاسيات مسبقة؟ التحديات الداخلية والخارجية تلزمنا ببناء جدار وطني وسد منيع لحماية الوطن، هذا مصير الجزائر والجزائريين، يجب أن يقتنع الجميع بأنه لا خيار إلا الجلوس لطاولة واحدة والتوافق على المشتركات. وليس شرطا في نظري إعادة بناء المؤسسات اليوم. يجب أولا أن يكون الأفق واضحا من خلال لجنة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات.