أعاد إعدام تنظيم داعش في ليبيا 21 مواطنا مصريا ذبحا، ورد مصر بغارات على مناطق قالت القاهرة إنها تمثل مراكز تجمع وتدريب وتخزين للذخيرة تابعة للتنظيم الإرهابي، موضوع الجماعات المسلحة في منطقة المغرب العربي إلى واجهة اهتمام الإعلام العالمي مجددا. ونشرت وكالة "الأسوشييتد برس" العالمية تقريرا مفصلا تناقلته عدد من وسائل الإعلام الغربية الكبرى عن تهديدات داعش في المنطقة المغاربية، حيث اعتبرت أن المغرب العربي دخل بشكل ما في طموحات "إمارة أبو بكر البغدادي"، وإن بدرجة أقل من التنسيق والتواصل والارتباط العضوي مع التنظيم الأم الذي يسيطر على مساحات شاسعة من العراقوسوريا. واعتبر التقرير أن الخوف من تهديدات فرع داعش في شمال إفريقيا لا يقتصر على دول المنطقة فحسب؛ بل يتعداه إلى أوروبا التي لا تفصلها عنها إلا بمئات الكيلومترات، ويصلها سنويا الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، حيث يمكن أن يكون ضمنهم عناصر من التنظيم وهي المخاوف التي عبر عنها رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي الذي أغلقت بلاده سفارتها في طرابلس، ودعا الأممالمتحدة للتدخل من أجل وضع حد لنشاطات الجماعات المتطرفة، في حين تتخوف بلدان أوروبية أخرى من تجنيد مواطنيها لتنفيذ هجمات. وذكر التقرير بتصريحات رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي قدر عدد الفرنسيين الذي استطاع داعش تجنيدهم ب 1400 شخص، مما يستوجب حسبه تعزيز قوانين ووسائل مكافحة الإرهاب للحيلولة دون تنفيذ هجمات داخل بلاده. وقسم التقرير دول المنطقة المغاربية حسب درجات تواجد عناصر داعش وقوتها، معتبرا أن الجزائروتونس توجدان ضمن نفس الدرجة، حيث تتواجد بهما بقايا التنظيم الإرهابي الذي ظل متواجدا بالمنطقة لسنوات قبل ظهور داعش، وهو ما يسمى بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، لكن التطورات الحاصلة في سورياوالعراق لفائدة "داعش"، جعل الدخول تحت لوائه، ومبايعة "الخليفة" أبو بكر البغدادي، هو محاولة لإعادة بعث النشاط المسلح لهذه المجموعات المسلحة التي تقهقرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وتجلى استلهام ممارسات تنظيم داعش الأم من خلال إعدام الرهينة الفرنسي "هيرفي غوردال" من طرف الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم "جند الخلافة" في الجزائر بنفس تلك التي ينفذ بها داعش إعداماته في المناطق التي تخضع لسيطرته. أما في تونس فقد حاولت جماعة أخرى تسمى كتيبة عقبة بن نافع التي لطالما ارتبطت بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أن تجعل من نفسها فرعا لداعش من خلال إصدار بيانات تدعم التنظيم، وكذا السعي لتجنيد مواطنين تونسيين في صفوفه. واعتبر التقرير أن تواجد فروع داعش في كل من الجزائروتونس يتميز بالسرية وعدم الظهور المباشر على عكس التنظيمات الموالية له في ليبيا، التي وجدت في حالة الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011 مجالا واسعا للتحرك، إلى حد تسمية "ولاة" على مناطق في البلاد، في حين تتشابه الحالة المصرية مع نظيرتيها في تونسوالجزائر، وهذا من خلال التحاق الجماعات التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة بداعش، حيث أعلن ما يسمى بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي ينشط في شبه جزيرة سيناء ولاءه لداعش ونفذ العديد من العمليات ضد الجيش المصري هناك.